آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

الصعود الكبير للأجيال الشابة

فاضل العماني * صحيفة الرياض

لم تعدّ حمى الشهرة والأضواء التي بدأت تتسارع وتتصاعد بشكل كبير في الدول والمجتمعات، وتحوّلت الرغبة في الظهور والبروز، من مجرد أحلام وأمنيات بعيدة المنال إلى طموحات ورغبات لا تعرف المستحيل، بل وإلى ممارسات واقعية وتمظهرات حقيقية، يحققها الطامحون ويظفر بها الطامعون من الأجيال الصغيرة والشابة التي وجدت فرصتها المتاحة الآن، لتقود الكثير من مسارات واتجاهات المجتمع الذي يتعرض لغربلة وهيكلة لا مثيل لها، فهؤلاء الشباب بكل ما يحملون من شغف وجرأة، يتسابقون لخدمة هذا الوطن العزيز.

هذه الأجيال الصغيرة والشابة وجدت ضالتها في فضاءات ومساحات إلكترونية لا حدود لها، أتاحت لها كل الإمكانيات والأدوات لتصنع عالمها الذي يشبهها، لهؤلاء الشباب الجدد الحق، كل الحق في التعبير عن طموحاتهم وآمالهم بالشكل الذي يتناسب مع رغباتهم وإمكانياتهم.

منذ عقدين تقريباً، تشكّلت طبقة جديدة من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام في المجتمع السعودي، طبقة شابة تسلحت بكافة الأشكال والأساليب الجديدة التي تُلامس كل التفاصيل المجتمعية، الصغيرة والكبيرة، الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في صعود هذه الطبقة الشابة إلى صدارة المشهد المجتمعي، وسط ترحيب وتأييد أغلب مكونات وتعبيرات مجتمعنا الشاب الذي يُمثّل النسبة الكبيرة من سكان هذا الوطن الكبير.

لكل زمان ما يُمثّله، ولكل مرحلة ما يُناسبها، تلك هي طبيعة الأشياء وسيرورة الأمور. الجيل الشاب، بحاجة ضرورية لأن يُعطى الفرصة الكاملة لتمثيل نفسه بالشكل الذي يُريد وبالطريقة التي يُفضّل، لا سيما وهو يحمل أعلى الشهادات وأكبر الطموحات، ولكنه في المقابل، في حاجة ماسة للمزيد من التجربة والخبرة، والتي سيحصل عليها مع مرور الوقت وتراكم المهام وتعاظم الشغف، ولكنه يحتاج إلى الثقة والتمكين، وهو ما نلحظه كواقع يتجسد الآن في الكثير من الأدوار والوظائف المهمة التي تُسند لهؤلاء الشباب المنجزين والمبدعين.

الوطن لا يحلّق عالياً في سماوات المجد وفضاءات الألق، إلا بجناحيه القويين وهما: جناح الحكمة والخبرة والتجربة المتمثلة بجيل الحكمة والرأي، وجناح القوة والإصرار والعنفوان الذي يمثله جيل الشباب والرؤية.

وطننا الذي يشهد تحولاً كبيراً على كافة الصعد والمستويات، وفق رؤية طموحة واضحة الأهداف والمعالم والنتائج، يستحق أن تتضافر كل الجهود وتتشارك كل الأجيال لوضعه في مكانه الطبيعي في قائمة الدول المتقدمة.

تفخر الأوطان والمجتمعات بما تملك من قدرات وثروت، سواء كانت مادية أو بشرية، ووطننا بفضل من الله عز وجلّ وبحكمة قادتنا العظام وبوفاء هذا الشعب النبيل، يسير بخطى ثابتة باتجاه التطور والازدهار في مختلف المجالات والمستويات.