آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

فائدة تعلمتها من مدير.. كيف ترسل رسائل مناسبات!

المهندس هلال حسن الوحيد *

ها نحن صرنا في اليومِ السادس من شهر رمضان؛ توقفت رسائل التهاني والتبريكات ونفكر في رسائل مناسبة أخرى. من المحتمل جدًّا، بل من المؤكد، أنك القارئ الكريم والقارئة الكريمة، تلقيت وأرسلتَ رسائل عديدة في بداية الشهر من وإلى الأَصحاب والأقارب، وقد يكون من المرسلين من ظننت أنهم وضعوك في زوايا النسيان ومسحوا رقم هاتفك من ذاكرة هواتفهم، إلا أنهم كانوا أوفياء وتذكروك! لا يزال في النّاس من شيمته الوفاء، أليس كذلك؟ والعكس أيضًا!

سهلت وسائل التواصل الاجتماعي إرسالَ الرسائل، وأصابت النَّاس بالكسل أيضًا؛ في كبسة زر يعيد إرسال الرسالة إلى كل من في قائمة الاتصالات دون أن يضمنها مشاعر إضافية، مع أنّ في النّاس من يستحق رسالة خاصة، بل اللقاء وتبادل القبل!

سنوات العمل من أجمل سنوات العمر؛ عمل، تعلم، صداقات وأكثر! ومن ذلك أن مرّ على إدارتنا مدير تعلمت منه فائدة في التعامل الإنساني، في العمل وهي باختصار: إذا كنت غير مهتمّ بالرد من الطرف الآخر أو بنوع الرد الذي يأتي منه، يمكنك أن ترسل له رسالة بريدية! أغلب الظنّ أنه لن يدرك مدى أهميتها وربما يهملها. وإذا أردت أن يأخذ الأمر بجديّة أكبر ويتفهم مدى الحاجة السريعة للاستِجابة، اتصل به! أما إذا أردته أن ينجز المطلوب بأسرع وقت ويحقق لك ما تريد، قم بزيارته!

النّاس أيضا مقامات! في رسائل المناسبات لا داعي لتدوير الرسائل المكرورة التي يرسلها شخص آخر، إنما بدلًا من ذلك اكتب رسالة شخصيّة قصيرة جدًّا ولتكن معنونة؛ دكتور فلان، أستاذ فلان، أو عزيزي فلان بدلًا من أن تكون رسالة عامة. الكلمات الجميلة أحلى من الصور المتكررة الفارغة؛ في النّاس من ترسل له رسالة جميلة في كلمات، فيهم من ترسل له مقطعًا صوتيًّا بصوتك، وفيهم من تتصل به. وأرقى شخص في القائمة من يستحقّ الزيارة!

غاية المرام: إذا كنت مهتما بالصداقة والمشاعر، ثوانٍ معدودات تكتب فيها رسالة خاصة، تضيف الكثير إلى الصداقة، ومن المؤكد أن من ترسل له الرسالة سوف يعيد التحية بأحسن منها. ﴿إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ? ! في الآية أمر للمسلمين بمقابلة مشاعر الحب بما هو أحسن منها، أو على الأقل بما يساويها ويكون مثلها، فتقول الآية: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها. حثّ ظاهر على تبادل المشاعر الخيرة النبيلة بين مختلف الأطراف والأفراد، وكلما ارتقت وسائط التحية، طابت وارتقت الأحاسيس.

جاء في مناقب الإمام الحسن بن عليّ أن جارية أهدت له باقةً من الورد فأعتقها، وحين سئل عن ذلك استشهد بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا .

مستشار أعلى هندسة بترول