الصوم في نظر الآخرين
ها هو قد عاد إلينا شهر الخير بنفحاته الروحانية وأيامه الزاكية، أقبل إلينا بالكرم والفضل.
كما عودّنا القارئ الكريم بأن نفتتح مشاركاتنا الخاصة بهذا الشهر الكريم ببيان فضله أو بعض منه في روايات وأحاديث محمد وآل محمد .
فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر» [1] .
وقال ﷺ «الصوم جنة من النار» [2] .
وقال إمامنا الكاظم في أجر تفطير الصائم «فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك» [3] .
ففي هذه الأحاديث وهذه الروايات بيان فضل شهر رمضان وصيامه والأعمال وأجرها وثوابها في هذا الشهر الفضيل.
وهذا كله في نظر من يتعبدون بذلك وهم المسلمون، والسؤال كيف ينظر غيرهم إلى ذلك «أي إلى الصوم»، وسنحاول أن نسجّل في هذه العجالة رأي وكلام بعض غير المسلمين في هذا الجانب: -
[1] أكد البروفيسور نيكولايف بيلوي، من موسكو في كتابه «الجوع من أجل الصحة» «أن على كل إنسان، وخاصة سكان المدن الكبرى أن يمارس الصيام بالامتناع عن الطعام لمدة [3] 4 أسابيع كل سنة كي يتمتع بالصحة الكاملة طيلة حياته» [4] .
[2] عالم التغذية الأمريكي وايلر: - يقول «أن الصيام يحدث تجديداً لعشرة في المائة من خلايا الجسم في العشر الأول من رمضان، وخلال الأيام العشرة الثانية يحدث تجديداً لحوالي 66% من خلايا الجسم، أما العشرة الثالثة فيحدث تجديداً لجميع خلايا الجسم» [5] .
[3] قال الطبيب السويسري، بارسيلوس «فائدة الجوع - الصوم - في العلاج قد تفوق بمرات استخدام الأدوية» [6] .
[4] وقال الباحث هالبروك، «ليس الصوم بلعبة سحرية عابرة، بل هو اليقين والضمان الوحيد من أجل صحة جيدة» [7] .
ونقف هنا عند هذا الحد من الشواهد لبعض أسماء أطباء وباحثين غربيين ليسوا مسلمين وكيف تكلموا وتحدثوا عن الصيام وربما هم لا يقصدون الصيام من وجهة نظر شرعية أو خصوص صيام شهر رمضان ولكن لكلامهم بيان فائدة الصوم إجمالاً وكيف أن الصوم له فوائده الصحية ويكفي ذلك مصداقاً لقول الحبيب المصطفى «صلوات الله عليه» «صوموا تصحوا» [8] .
نسأل الباري الكريم أن يوفق المؤمنين جميعاً لصيامه وقيامه وهم في عزة ورفعة ومنعة.