حلم الأربعين سنة
40 سنة وأكثر، ونادي الترجي بالقطيف لكرة القدم «الدرجة الثانية» يحاول ويصارع لتحقيق حلم اللعب في مصاف الدرجة الأولى وتعاقبت أجيال خلف أجيال وإدارة بعد إدارة لتحقيق هذا الحلم ولكنه لم يتحقق رغم التخطيط والاجتهاد وتضافر كل الجهود على كافة الأصعدة والمستويات، حتى لاحت الفرصة في هذا الموسم الحالي ليكون فريق كرة القدم قاب قوسين أو أدنى من حسم صراع الحصول على بطاقة التأهل لدوري الدرجة الأولى «يلو» والذي تأجل في الأسبوع الماضي بعد التعادل المخيّب والذي لم تكن نقطته هي الحاسمة لنيل بطاقة الصعود فكان «بحسب اللوائح والأنظمة» بحاجة لنقطة أخرى ليقطع نزاع القوم.
وعاشت الجماهير على أعصابها أسبوع ساخن آخر مما جعل الحسابات تأخذ منحى آخر خصوصاً أن هناك ملاحقة شديدة من منافسين آخرين سيلعبون في الجولة نفسها وينتظرون تعثر الفريق ليخطفوا البطاقة من فم نادي الترجي الذي تمسك بالصدارة وبالحلم لأسابيع طويلة.
جاءت الليلة الحاسمة مساء يوم الجمعة الموافق 1444/9/3 دخل فيها الفريق منعطف الطريق وفي ذهنه هاجس النقطة ولا غير ودائماً حسابات الفريق الذي يلعب بفرصتين يدخل دوامة «أكون أو لا أكون» وبالفعل أخذت المباراة أجواء وظروف مختلفة لم ترتقي للمستوى الذي يتطلع إليه الجمهور، وحاول اللاعبين جاهدين أن يضعوا بصمتهم لخطف هدف يريح أعصابهم وأعصاب الجمهور الذي لم يهدأ طيلة المباراة وهو يؤازر. سرعان ما ولج مرماهم هدف لم يكن في التوقعات أرعب المدرجات وجعل الجمهور يعيش خوف تأجيل التأهل مرة أخرى ولكن خسارة الفريق المنافس في تلك المباراة الأخرى جعل حظوظ التأهل قائمة وبالفعل مرّت الدقائق عصيبة على الجهاز الفني والجمهور فعين تراقب هنا بخسارة فريقها وعين تراقب هناك بحذر نتيجة المباراة الأخرى التي انتهت هي الأخرى بخسارة الفريق المنافس وبذلك كانت خسارة نادي الترجي بهدف أشبه بالفرحة حيث كانت هي الطريق إلى كسب بطاقة التأهل وبذلك عمّت الفرحة كافة مناطق محافظة القطيف، نبارك للنادي أعضاء ومجلس إدارة وجمهور هذا التأهل الذي صبر وانتظر 40 سنة لترى فريقها أخيراً يلعب ضمن مصاف دوري الدرجة الأولى.