حَيَرَانُ الْمَعَانِيْ
حَيَرَانُ الْمَعَانِيْ
إِلَيْهِ يَطِيْبُ الْمَدِيْحُ وَيَعْلُوْ
عَلَىْ طُوْلِ دَهْرٍ مَنَارٌ صَبِيْحُ
تَصُوْلُ الْعَرُوْضُ تَعَالَتْ بَهَاءً
بِمَا كَانَ مِنْهَا يَدُوْمُ طَرِيْحُ
فَكَيْفَ الْمَعَانِيْ تَحَارُ غَرَامًا
وَبَاتَتْ تَرُوْمُ وَجَالَ فَصِيْحُ
تَجَلَّىْ عَلَيْهَا وَخفَّتْ بِحَمْلٍ
فَلَا صَارَ مِنْهَا وَفَاقَ مَلِيْحُ
وَمَا جَاوَزَتْ فِيْ مَكَانٍ بِوَصْفٍ
وَدَامَ بِعَالٍ عَلَاهُ صَفِيْحُ
فَكَيْفَ يَجُوْدُ زَمَانٌ جَمَالًا
حَبَاهُ بِمَا لَنْ يَطُوْلَ قَبِيْحُ
وَلَاحَ الصَّبُوْحُ بِوَجْهٍ سَمُوْحٍ
وَإِنْ رَاحَ مِنْهَا بِوَقْتٍ كَسِيْحُ
وَرَاحَ بِهَا مِنْ عَبِيْرٍ تَرَاخَىْ
بِحُسْنٍ بِمَا فِيْ غَدَاهُ مُرِيْحُ
وَشَعَّ لَهَا مِنْ بَهَاءٍ تَجَلَّىْ
عَلَىْ مَنْ لَقَاهَا وَعَادَ شَحِيْحُ
وَدَارَتْ عَلَيْهُمْ سُنُوْنٌ وَبانَ
بِمَا جَاءَ عَنْهَا بِسَفْرٍ مَسِيْحُ
بَنَتْهُ بِوَصْلِ الْخُلُوْدِ وِصَالًا
وَهَامَ بِعُشْقٍ وَفَاضَ قَرِيْحُ
فَقَدْ بَانَ فِيْهِ سِمَاتٌ سَقَاهَا
بِمَا كَانَ فِيْهَا وَجَادَ سَمِيْحُ
فَيَا نَاشِدًا فِيْ هَوَاهُ بِقَصْرٍ
تَحَرَّىْ كَلَامًا هَوَاهُ مَدِيْحُ
فَأَنْتَ الْهَوَاءُ وَأَنْتَ الْبَقَاءُ
وَفِيْكَ الدَّوَاءُ رَوَاهُ صَرِيْحُ
وَهَلْ جَاءَ فِيْهِ شَبِيْهٌ مَثِيْلُ
بِمَا قَدْ عَلَاهُ بِسَبْقٍ ضَرِيْحُ
فَأَنْتَ الصَّفاءُ وَفِيْكَ النَّقَاءُ
سَيِرْمِيْ نُقُوْصًا وَزَالَ قَبِيْحُ
وَشَعَّتْ بِوَادٍ عُزُوْمٌ بِرَكْزٍ
لِطَهَ تَشَافَىْ عَلَيْهَا جَرِيْحُ
وَيَبْنِيْ عَلَيْهَا صُرُوْحَ الْكَمَالِ
وَيُبْقِيْ عَلَىْ كُلِّ بَانٍ مَنِيْحُ
فَمَهْمَا تَعَامَتْ قُلُوْبٌ بِظُلْمٍ
سَتَنْمُوْ بُذُوْرٌ سَقَاهَا صَحِيْحُ
كِرَامُ الرَّجَالِ عَلُوْهَا بِهَامٍ
بِمَا شَادَ طَهَ وَصَابَ نَجِيْحُ