آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:48 م

المفتاح في السجادة!

اليوم هو الثالث من شهر رمضان، وهذا يعني أنكم زرعتم الدعوات والصلوات وإذا شاء الله قريبًا تثمر وتأكلون من ثمارها. يقينًا تثمر بإذن الله، فهو سبحانه لا يحب المسرفين في الأكل والشرب إلا أنه يحب المكثرين والمسرفين في الدعوات.

مريض، قال الطبيب: آسف لا علاج ينفع، مفتاح العلاج في السجادة، فقير ومحتار كيف تأتي بربطة الخبز وملابس للصغار أو حلوى يوم العيد، المفتاح في السجادة، بعيد عن الوطن مشتاق أن تعود، جواز السفر في السجادة! عاطل وتبحث عن واسطة لا تُرد، كل المفاتيح في السجادة وأرقى المفاتيح مفتاح الجنة.

تغلق كل الأبواب وتضيع كل المفاتيح إلا أن مفتاحًا واحدًا لا يضيع وهذا المفتاح مخبأ في السجادة! إذا جنّ الليلُ ولفّ الظلامُ الكون افرش السجادة وتحدث مع الله. رحم الله الإمام زين العابدين علي بن الحسين فهو الذي كان يناجي الله ويقول:

إِلَهِي غَارَتْ نُجُومُ سَمَائِكَ وَنَامَتْ عُيُونُ أَنَامِكَ وَهَدَأَتْ أَصْوَاتُ عِبَادِكَ وَأَنْعَامِكَ وَغَلَّقَتِ الْمُلُوكُ عَلَيْهَا أَبْوَابَهَا وَطَافَ عَلَيْهَا حُرَّاسُهَا وَ احْتُجِبُوا عَمَّنْ يَسْأَلُهُمْ حَاجَةً أَوْ يَنْتَجِعُ مِنْهُمْ فَائِدَةً وَأَنْتَ إِلَهِي حَيٌّ قَيُّومٌ لَا تَأْخُذُكَ‏ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ‏ وَلَا يَشْغَلُكَ شَيْ‏ءٌ عَنْ شَيْ‏ءٍ أَبْوَابُ سَمَائِكَ لِمَنْ دَعَاكَ مُفَتَّحَاتٌ وَ خَزَائِنُكَ غَيْرُ مُغْلَقَاتٍ وَ أَبْوَابُ رَحْمَتِكَ غَيْرُ مَحْجُوبَاتٍ...

يرفع الله النّاس بعضهم فوق بعضٍ درجات ويرفع بعض الليالي والأيام درجات، وليالي وأيام شهر رمضان درجاتها رفيعة ومظنة الاستجابة غير بعيدة وإن تأخرت، إلا أن يكون مانعًا حجبها عن السماء! أنت أيضا، القارئ الكريم والقارئة الكريمة، لك محل عند الله محجوز في ليالي شهر رمضان.

المفاتيح تصدأ وتضيع فليتنا نحرص على هذا المفتاح من الضياع والصدأ! مرّ موسى بن عمران برجلٍ من أصحابه وهو ساجد فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله، فقال له موسى : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب!

قد يصلح المفتاح لكن القفل لا يعمل! عن الإمام علي : ”لا تستبطئ إجابة دعائك وقد سددتَ طريقه بالذنوب“. أصلح القفل وأعد المفتاح الصحيح وتأتي الاستجابة ولو بعد حين فقد ورد عن الإمام الصادق : ”كان بين قول الله عز وجل ﴿قد أجيبت دعوتكما وبين أخذ فرعون أربعين عامًا“.

العبودية لله أن نعرف أن الأيام وإن تكثفت غيومها بما نكره، فإن هناك قوة لا متناهية تحيل سواد الليل فجرًا والمحن إلى بهجة إذا رجونا ذلك بصدق وإذا وعد الله أمرا لا بد أن يكون ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.

مستشار أعلى هندسة بترول