آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 11:29 ص

قلتُ زيد قال عمرو؟ دراسة جديدة تستكشف لماذا نختلف كثيرًا في آرائنا

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم جيسون بول

16 مارس 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 79 لسنة 2023

I say dog، you say chicken? New study explores why we disagree so often

By Jason Pohl

March 16,2023

بحسب بحث جديد من جامعة كاليفورنيا في بيركلي إن عدم التطابق في التعريفات المفاهيمية للأشياء البسيطة - حتى تعريف الحيوانات - يساعد في تفسير لماذا ينتهي الأمر بالناس إلى التحدث في مواضيع مختلفة مع بعضهم البعض مع أنهم غالبًا ما يظنون أنهم يتحدثون في نفس الموضوع.

هل الكلب أكثر شبهًا بالدجاجة أم هو أكثر شبهًا بالنسر؟ هل البطريق مصدر ازعاج؟ هل الحوت أليف؟

يقول باحثو علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن هذه الأسئلة التي تبدو سخيفة قد تساعدنا في فهم بنحو أفضل جوهر بعض الحجج الأكثر إثارة للازعاج في المجتمع.

يُثبت البحث المنشور في 16 مارس 2023 في مجلة العقل المنفتح Open Mind [1]  أن مفاهيمنا المتعلقة حتى بأكثر المفردات بساطةً تختلف اختلافًا كبيرًا. في الوقت نفسه، يميل الناس إلى المبالغة في تقدير عدد الذين لديهم نفس المعتقدات المفاهيمية - وهي التصنيفات الذهنية التي نختلقها كاختزالات لفهم الأشياء أو الكلمات أو الأحداث المتشابهة.

حالة من عدم التوافق حين يصبح ما يقوله الباحثون محور المناقشات الأكثر احتدامًا، التي تجري سواءً في قاعة المحكمة أم على مائدة العشاء.

”تفسر النتائج لماذا يتحدث الناس مع بعضهم البعض في مواضيع مختلفة، مع أنهم يظنون أنهم يتحدثون في نفس الموضوع،“ كما قالت سيليست كيد Celeste Kidd، أستاذ مساعد في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي والباحث الرئيس في الدراسة. ”عندما يختلف الناس مع بعضهم، قد لا يكون اختلافهم دائمًا حول نفس الموضوع الذي يعتقدون أنهم يختلفون فيه. قد يكون اختلافهم ناجمًا عن شيء بسيط يتمثل في اختلاف مفاهيمهم حوله وعدم محاولتهم التوافق في مفهوم موحد بشأنه“.

أسئلة بسيطة مثل، ”ماذا تقصد من قولك كذا؟“ يمكن أن يكون عاملًا مهمًا في منع الخلافات أن تنحرف عن مسارها الصحيح، كما قالت كيد. بعبارة أخرى، تقول، ”ما عليك سوى مناقشتها بعناية وبشكل كامل حتى تتوصل إلى اتفاق بشأنها أو اتخاذ قرار ما.“

الخلافات حول معاني المفردات ليست خلافات جديدة. من تفسيرات فقرات الدستور إلى تعريفات ماهية الحقيقة، لطالما كانت النزاعات الدلالية في صميم التفكير القانوني والفلسفي واللغوي. وبالمثل، درس علماء النفس المعرفي هذه الاختلافات في كيف يتصور ويوصف الناس العالم. تراكم خبراتنا التي نعيشها يؤثر في كيفية تصورنا للعالم ويساعد في تفسير لماذا يقارب شخصان المشكلات بطرق مختلفة - أو حتى يتفقان على ما إذا كان هناك شيء يمثل مشكلة في المقام الأول.

لكن قياس مدى اختلاف هذه المفاهيم لا زال لغزًا قائمًا.

في محاولة لفهمه بشكل أفضل قليلاً، قام فريق كيد Kidd بحشد أكثر من 2700 مشارك لمشروع من مرحلتين. قُسم المشاركون في المرحلة الأولى إلى نصفين وطُلب منهم التعرف وتقيم مدى تشابه أو اختلاف أحد الحيوانات - عصفور في هذه الحالة، على سبيل المثال - هل يشبه إلى حد كبير واحد من حيوانين آخرين، ك الحوت أو البطريق. طُلب من النصف الآخر التعرف وتقيم مدى تشابه أو اختلاف السياسيين الأمريكيين، بما فيهم جورج دبليو بوش ودونالد ترامب وهيلاري كلينتون وجو بايدن. اختار الباحثون هاتين الفئتين لأنه من المرجح أن ينظر الناس إلى الحيوانات المتعارفة بطريقة مماثلة. لأن لديهم كثير من المفاهيم المشتركة حولها. من ناحية أخرى، قد يكون هناك تباين بين السياسيين، لأن الناس لديهم معتقدات سياسية مختلفة حولهم.

لكنهم وجدوا تباينًا معتبرًا في كيف يتصور الناس حتى الحيوانات البسيطة.

خذ طيور البطريق. احتمال أن يكون لدى شخصين اختيرا عشوائيًا نفس المفهوم عن طيور البطريق هو حوالي 12٪ كما تقول كيد. ذلك لأن الناس يختلفون فيما إذا ما كان وزن طيور البطريق ثقيلًا، ربما لأنهم لم يحاولوا حمل طائر بطريق في حياتهم.

”إذا كانت مفاهيم الناس متوافقة تمامًا، فعندئذ يجب أن تكون كل محاولات التعرف وتقيم مدى التشابه والاختلاف هذه متماثلة“. ”إذا كان هناك تباين في تلك الأراء، فهذا يخبرنا أن هناك شيئًا مختلفًا من الناحية التكوينية «التركيبية» له.“

طلب الباحثون أيضًا من المشاركين تخمين النسبة المئوية للذين يتفقون معهم في إجاباتهم. كل المشاركين لديهم اعتقاد - غالبًا بشكل غير صحيح - أن ما يقرب من ثلثي عينة الناس يتفقون معهم. وفي بعض الأمثلة، اعتقد المشاركون أنهم يمثلون الأغلبية، حتى عندما لم يتفق معهم أحد.

هذه النتيجة تليق بمجتمع مقتنع بأنه على حق، على الرغم من كونه في الواقع على باطل «مخطئًا».

”الناس ليسوا على علم بعدم التوافق في المفاهيم هذه،“ كما قالت كيد. ”يبالغ الناس عمومًا في درجة احتمال أن يكون لدى الآخرين نفس المفهوم الذي لديهم عندما يتحدثون.“

قالت كيد أن نتائج هذا البحث معتبرة لأنها تثبت بشكل أكثر كيف أن معظم الذين نلتقي بهم لن يكون لديهم نفس المفهوم الدقيق للأشياء الواضحة المعالم ظاهريًا، مثل الحيوانات. قد تكون مفاهيمهم في الواقع مختلفة جذريًا عن بعضها البعض. يتجاوز البحث الحجج الدلالية أيضًا. يمكن أن تساعد النتائج في تتبع كيف تطورت تصورات الناس للسياسات العامة الرئيسة التي ظهرت بمرور الوقت وما إذا كان هناك نسبة توافق أعلى أو نسبة توافق أدنى في المفاهيم.

”عندما يختلف الناس، قد لا يكون الاختلاف دائمًا حول ما يعتقدون أنه نفس الموضوع“. ”لكن قد يكون ناتجًا عن شيء بسيط ببساطة عدم التوافق في فاهيمهم عنه،“ كما قال تكيد.