آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

من هنا بدأتُ للمرحوم آل سلاط

رضي منصور العسيف *
  • اسم الكتاب: من هنا بدأتُ
  • المؤلف: مصطفى آل سلاط
  • عدد الصفحات: 88 صفحة
  • الطبعة الأولى 1434هـ 2013م
  • عرض: رضي منصور العسيف

ما أجمل أن يكرس الإنسان جل حياته في طلب العلم ونشره، ومعاصرة قضايا المجتمع والمساهمة في حلها، وما أجمل أن يترك الإنسان بصمة إيجابية، ويرسم بريشته الناعمة لوحة مشرقة، ويفتح بفكره نافدة مشرقة بالأمل والمحبة لأبناء مجتمعه، وكم وهو رائع ذلك الإنسان الذي يخفي معاناته ويتجمل بالصبر محتسباً الأجر والثواب من الله تعالى ليكون مصداقاً لقوله تعالى: «وبشر الصابرين»...

وقع بين يدي كتيب جميل لشاب عرفت بعض خصائصه عن قرب، وتألق في قلوب مجتمعه لما عُرف عنه من خلق ونبل وعطاء... رأيته ذات مرة يرقد على السرير الأبيض وكله راحة واطمئنان، حزنت كثيراً لحاله.... لكنه وبوجه المشرق بنور الإيمان بدد أحزاني... وقلت في نفسي هنيئاً لك «الجنة»...

وقع بين يدي كتيب «من هنا بدأتُ» للمرحوم الشاب السعيد مصطفى عبدالجبار آل سلاط «رحمه الله تعالى» الذي انتقل إلى جوار ربه في صبيحة يوم الأثنين 12/جمادي الأولى /1431 هـ بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي والغسيل الدموي، عن عمر يناهز 27 سنة.

«من هنا بدأتُ» هو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها المرحوم في أزمنة مختلفة، وناقش وساهم في إضاءة بعض الحلول لبعض القضايا الاجتماعية، قدم له سماحة الشيخ فيصل العوامي بمقدمة جاء فيها: «إن هذه المقالات» فيها ما يحث على إصلاح المجتمع وصراع الحق مع الباطل، وفيها ما يدعو للمشاركة في صنع التاريخ، وانقاذ المجتمع من براثن الغفلة، وهذا النمط من الطرح يكشف عن مستوى من التفكير ويصنع صورة خاصة للكاتب عند القارئ. ص 9

«من هنا بدأتُ» يحوي على 18 مقالة تم نشرها في فترات سابقة في المواقع الإلكترونية، سأقتطف لكم باقة عطرة من تلك المقالات:

- إن أي فرد إذا عرف واجباته ونفذها بصورة جيدة، فإن المجتمع سيكون صالحاً، فإصلاح المجتمع بإصلاح الفرد. ص 16

- إننا بحاجة لأن نرشد أبنائنا إلى الكتب القيمة ذات النفع والفائدة والتي تزيد من معلوماتهم وترفع من خبرتهم في الحياة العملية والعلمية ونحذرهم من الكتب التي بات خطرها واضحاً جلياً في مجتمعنا. ص22

- إن واجبنا كمسلمين ومؤمنين أن ندعو إلى الدين الإسلامي مهما اختلف المذهب ونقف صفاً واحداً معاً ونبني جداراً سميكاً ضد كل من يدعو إلى هدم الدين القويم وننزع من نفوسنا الكراهية والحقد والحسد وكل الأخلاق الذميمة ونبيض أرواحنا بأخلاق الرسول الأعظم محمد ﷺ وأخلاق أهل بيته الطيبين الطاهرين، ففي النهاية كلنا إخوان في الإنسانية والدين. ص 25

- من أراد أن يصنع ذلك النور «رمز الوحدة» فعليه أن يكون من المصلحين في المجتمع، يسعى إلى توحيد الكلمة على الخير ورمي الخلافات والنزاعات جانباً وبذل جهده في حل المشكلات لإظهار المجتمع بأحسن صورة عن طريق الدعوة إلى مبادئ الإسلام وتعاليمه البنّاءة التي جاء بها رسول الله وأوصى بها الأئمة الأطهار، وبمحاربة الأفكار المنحطة والخرافات السائدة والقوانين المغلوطة في المجتمع. ص26

- على الآباء تربية أبنائهم على العادات الحسنة السليمة البعيدة عن كل ما يعكرها ليحصد هذا الأب غداً نتيجة زرعه وتربيته. ص29

- يجب على الفرد أن يجعل له موقعاً في هذا العالم الواسع، فيكون رقماً له قيمة في الحياة لا صفراً على شمال العدد، ومعنى ذلك أن يساهم في البناء والعطاء بما يستطيع لا أن يكون حملاً ثقيلاً على الأمة. ص 42

- يجب علينا علماء وآباء ومعلمين، أن نركز سيرة أهل البيت النبوي في نفوس أبنائنا وأن نجعلهم قدوة للشباب في جميع شؤون الحياة. ص47

- إن عليه «الإنسان» مكافحة الفساد ومحاربة الرذائل بشتى أنواعها المختلفة وأشكالها المتنوعة لكي يحقق المعنى، وهو تفضيله على جميع الكائنات كما أخبر الباري سبحانه في القرآن الكريم. ص56

الجدير ذكره أن «من هنا بدأتُ» هو الإصدار السابع للمرحوم حيث سبقته الإصدارات التالية:

1. السلوكيات المنحرفة

2. المرأة متجه إلى أين

3. وبشر الصابرين

4. الصلتان العبدي حياته وشعره

5. من لهؤلاء «يتحدث عن معاناة مرضى الفشل الكلوي»

6. الأدعية اليومية

في الختام: لقد جسد المرحوم بعمله حديث رسول الله ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له. حيث أن هذه الكلمات ستبقى مخلدة لذكره الطيب، ومنيرة الدرب للشباب للعمل في سبيل خدمة مجتمعهم.

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف