آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:19 م

إصلاح العلاقات

ياسين آل خليل

هل سبق لك أن دخلت في مواجهة كلامية مع عزيز لك أو صديق وأدركت أن حديثك لن يوصلك إلى أي مكان..؟ يا ترى هل كان السبب هو استخدامك لمفردات خاطئة..! هل كان الحديث يستفز الطرف الآخر، بدلًا من ان يكون حديثا منفتحًا يدعو إلى فهم متبادل ويصب في مسار التوصل إلى تفاهم وحل يرضي الطرفين..!

بعض الأحيان، نركز دون وعي على الاستماع لأنفسنا، لدرجة أننا ننسى أن للطرف الآخر الحق في أن يُسمع صوته أيضًا. وأحيانًا أخرى، نسمع فقط ما نريد أن نسمعه لأسباب عدة ربما يتاح لي التحدث عنها في مقالات قادمة، لكن من المهم أن أنوه أن هذا النوع من الاستماع ليس فعالًا البتة، بل منبوذا وغير محبب.

الكلمات سلاح ذو حدين وتأثيرها أمر مرتبط بالكيفية والزمن. التواصل هو الآخر ضروري في الحفاظ على أن تبقى العلاقة سليمة. إذا لم يكن هناك اتصال، فلا علاقة. أما الطاقة والكيمياء بين الطرفين فحديث شيق بذاته، لأنه البون الذي يفرق ويجمع ويُكرّه ويُحَبّب. بالعربي الفصيح، هو الفارق الذي يُمكن أن يُحْدث تغييرا كبيرًا في بقاء تلك العلاقة أو اندثارها بالمطلق. تغيير الاتجاه والتحقق من المشاعر لدى كلا الطرفين توجه ذكي لبناء الثقة ووجود الرغبة في إصلاح العلاقة والاستعداد للاستماع إلى الآخر.

تحمل المسؤولية هو جزء مؤثر من ديناميكية العلاقة بين الأفراد. إذا شعرت في أي وقت من الأوقات انك اخطأت في حق شخص ما فتحمل المسؤولية كاملة. لا تتردد أو تتلعثم في التقدم بالاعتذار. إذا أحسست أنك قد بالغت في ردة فعلك تجاه حدث ما، أو ربما رفضت الاستماع إلى ما قاله شريك حياتك أو حتى زميل لك، فلا تنتظر طويلًا لتعترف دون حرج بما بدر منك. صراحتك وشفافيتك مع الآخر، سَتُهيئ الأجواء لبناء الثقة وتعزيز التقارب وبالتالي ترميم العلاقات..!

اعمل على أن يكون حبل اتصالك ممدودا، ليس من أجل قضاء أوقات آنية ممتعة وحسب، وإنما أن تكون تلك الأوقات مشروطة ضمنيًا بمغفرة صادقة لضمان سلامة وجودة تلك العلاقة..! الأهم من ذلك، أن يرجع كلا الطرفين إلى وضعهما الطبيعي، بروح عالية يمكنها التواصل من جديد.

لا توجد هناك من علاقة مثالية. معظم الناس لديهم اختلافاتهم المتباينة، بغض النظر عن مدى التوافق الذي يجمعهم. الحفاظ على علاقة جيدة يعني الحفاظ على التواصل الفعال والحميمية وإدارة الاختلافات بطريقة إيجابية. ابق منفتحًا على أفكار الآخر ومشاعره، وكن قادرًا على التكيف ولا تسعى بأي حال الهرب من المشاكل لأنها جزء مرادف لأي علاقة. العلاقات بطبيعتها تتطلب الكثير من العمل الشاق لتنمو وتتطور، لكنها في النهاية تستحق العناء.