آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

كل الألعاب مفيدة إلَّا أن لعب الأطفال الصغار المستقل يحصنهم من تدهور صحتهم العقلية مستقبلًا

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم جيزيل جالوستيان

9 مارس 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 71 لسنة 2023

راجعه الدكتور حجي ابراهيم الزويد

All Work، No Independent Play Cause of Youth Declining Mental Health

By gisele galoustian

9 March 2023

اللعب المحفوف بالمخاطر، كتسلق الأشجار، يساعد في تحصين الأطفال من الإصابة بالرهاب ويحد من الاصابة بالقلق في مستقبل حياتهم، وذلك من خلال الرفع من ثقتهم بالنفس [1]  للتعامل مع حالات الأزمات التي قد يتعرضون لها.

القلق والاكتئاب بين الأطفال في سن المدرسة والمراهقين في الولايات المتحدة بلغ أعلى معدلاته على الإطلاق. من المحزن أن الصحة النفسية للأطفال والمراهقين قد أٌعلنت كحالة طوارئ وطنية في عام 2021. على الرغم من أنه يُعتقد أن أسبابًا كثيرة قد تساهم في هذا التدهور في الصحة العقلية، إلا أن دراسة جديدة أجراها ثلاثة باحثين بارزين متخصصين في تطور الطفل [2]  تشير إلى ”لعب الطفل“ المستقل [أي لعب الطفل لوحده في حضور أحد والديه أو كليهما [3] ] لتحصين الأطفال من تدهور صحته العقلية.

تشير النتائج، التي نُشرت في مجلة طب الأطفال [4] ، إلى أن الزيادة المضطردة في اضطرابات الصحة العقلية تُعزى إلى عقود من الانخفاض في فرص لعب الأطفال والمراهقين وتجوالهم «من مكان إلى آخر» وانخراطهم في أنشطة غير خاضعة للإشراف أو المراقبة المباشرة من قبل أحد الوالدين. على الرغم من حسن الظن، فإن رغبة الوالدين لتوجيه وحماية الأطفال والمراهقين قد حرمتهم من الاستقلالية التي يحتاجونها لتعزيز صحتهم العقلية، مما أدى إلى مستويات قياسية من القلق والاكتئاب والانتحار بين فئة الشباب.

”أولياء الأمور اليوم يتلقون بانتظام رسائل عن الأخطار التي قد تحدق بالأطفال غير الخاضعين للإشراف والمراقبة وتؤثر سلبًا في مستوى تحصيلهم الدراسي العالي في المدرسة. لكنهم لا يسمعون سوى القليل من الرسائل التشجيعية التي مفادها أنه إذا كان للأطفال أن يكبروا بشخصيات ناضجة وقادرين على ضبط انفعالاتهم والتغلب على مشكلاتهم الحياتية، فإنهم يحتاجون إلى فرص مضطردة في الازدياد من النشاط المستقل «أي يترك الطفل ليمارس نشاطه بنفسه في حضور أحد والديه لكن بدون تدخل»، بما في ذلك اللعب لوحده [المترجم: اللعب المستقل هو نوع من التعلم يكتسبه الطفل عندما يُسمح له باستكشاف اهتماماته وأفكاره دون إخباره بما يجب عليه فعله [5] ] والمساهمات الهادفة في الحياة الأسرية والمجتمعية، وهي تعتبر علامات على تزايد ثقة الأسرة والمجتمع بالطفل حتى يشعر أنه أصبح مسؤولًا وقادرًا على هذه المساهمات. والأطفال بحاجة إلى الشعور بأنهم قادرون على التعامل بفعالية مع العالم الحقيقي، لا فقط محدودون بعالم المدرسة،“ كما قال ديفيد بيوركلوند David. Bjorklund، المؤلف المشارك والبرفسور في قسم علم النفس في كلية العلوم في جامعة فلوريدا أتلانتيك.

بينت الدراسة أيضًا أن استقلالية الأطفال في انخراطهم في الأنشطة التي تنطوي على درجة معينة من المخاطر والمسؤولية الشخصية بعيدًا عن أولياء أمورهم قد تراجعت أيضًا خلال العقود الماضية. اللعب المحفوف بالمخاطر، كتسلق الأشجار، يفيد في تحصين الأطفال من الإصابة بالرهاب ويحد من الاصابة بالقلق في مستقبل حياتهم، وذلك من خلال الرفع من مستوى ثقتهم بأنفسهم للتعامل مع الأزمات التي قد يتعرضون لها.

من بين القيود العديدة التي تؤثر سلبًا في نشاط الأطفال المستقل هذه الأيام والتي حُددت في هذه الدراسة، زيادة طول الفترات التي يقضيها الأطفال في المدرسة وفي عمل الواجبات المدرسية في البيت. بين عامي 1950 و2010، زاد متوسط طول العام الدراسي في الولايات المتحدة بمقدار خمسة أسابيع. الواجبات المنزلية، التي كانت نادرة أو غير موجودة في المدارس الابتدائية في السابق، أصبحت الآن طبيعية ومتعارفة حتى في رياض الأطفال. علاوة على ذلك، بحلول عام 2014، بلغ متوسط الفترة الزمنية التي يقضيها الطفل في الفُسح «بما فيها الفُسح المقترنة بفترة الغداء» للمدارس الابتدائية 26,9 دقيقة فقط في اليوم، وبعض المدارس لم تسمح بأي فسحة / استراحة على الإطلاق.

”صنف النشاط المستقل الرئيس، خاصة للأطفال الصغار“ هو اللعب. ”كما قال بيوركلوند. تشير الأبحاث، وكذلك الملاحظة اليومية، إلى أن اللعب هو مصدر مباشر لسعادة الأطفال.“

بعكس الأزمات الأخرى، كأزمة جائحة كوفيد-19، فإن هذا التراجع في النشاط المستقل، والذي بسببه تسللت الينا تدريجيًا مشكلة صحة الأطفال العقلية خلال العقود الماضية، لذلك بالكاد لاحظها الكثير منا ”، كما قال بيوركلوند.“ علاوة على ذلك، وبعكس الأزمات الصحية الأخرى، فإن هذه الأزمة ليست نتيجة لفيروس شديد العدوى، بل نتيجة للنوايا الحسنة المبالغ فيها كثيرًا - وهي نوايا هدفها تحصين الأطفال من المخاطر وتوفير فرص أفضل للتعليم كما يعتقد الكثير من الناس، داخل وخارج أوقات المدارس".

لإجراء هذه الدراسة، بيوركلوند والمؤلفون المشاركون بيتر غراي Gray، المؤلف الرئيس وبرفسور باحث في قسم علم النفس في كلية بوسطن؛ وديفيد لانسي Lancy، برفسور فخري في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ولاية يوتا، لخصوا عقود من الانخفاض الكبير في فرص انخراط الأطفال في أنشطة مستقلين عن أولياء أمورهم؛ والانخفاض الكبير في الصحة العقلية للشباب خلال نفس العقود؛ وتأثير النشاط المستقل في سعادة الأطفال؛ وتأثيرات النشاط المستقل الإيجابية في بناء المرونة النفسية على الأمد الطويل.

وتختتم الورقة بالإشارة إلى أن الاهتمام بسلامة الأطفال وقيمة إرشادات أولياء الأمور التي تحتاج أن تُعزز بالاقرار بأن الأطفال يحتاجون مع نموهم إلى فرص متزايدة لإدارة أنشطتهم وفعالياتهم بشكل مستقل [لوحدهم]. تقترح الورقة طرقًا يمكن من خلالها تحقيق ذلك في عالم اليوم والطرق التي يمكن أن يساعد بها أطباء الأطفال وأطباء الأسرة وواضعو التشريعات / السياسات العامة في تعزيز مثل هذا التغيير.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”هي الحالة التي يكون فيها الفرد مؤمناً بنفسه وبقدراته وبحكمه على الأشياء. هو شعور بالرضا عن النفس رغم ما بها من عيوب، فهي حالة تعتمد على الطريقة التي يُفكر بها الشخص بنفسه وبقدراتها ويعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه ويحمل نظرة ايجابية ويستطيع تقبل النقد“ مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا اعنوان؛

https://www.meemapps.com/term/self-confidence

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور_الطفل

[3]  https://papromiseforchildren.com/featured-articles/the-importance-of-independent-play/

[4]  https://www.jpeds.com/article/S0022-3476 «23» 00111-7/fulltext

[5]  https://carrotsareorange.com/self-directed-play/

المصدر الرئيس

https://www.fau.edu/newsdesk/articles/child-play-independence-study