آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

نرجسية الذات والمؤامرة

كاظم الشبيب

عندما يكون المرء نرجسياً تزداد ظنونه في سلوكيات الآخرين تجاهه. فيبات ظاناً بأنهم يتعمدون الإضرار به، ويمسي شاكاً بأنهم يتقصدونه بكل كلمة وإشارة وموقف. ويصبح متشككاً حتى في أقرب الناس إليه، بل حتى فيمن يحبهم ويحبونه. ذات الحال يحدث عندما تُصاب جماعة ما، قبيلة، عشيرة، طائفة دينية، حزب، دولة، بالنرجسية الجماعية، أي نرجسية الهوية. حينها يرتفع منسوب الظنون بأن الهويات الأخرى تقوم بالتآمر عليها على الدوام.

وكلما زادت نرجسية الناس تجاه مجموعاتهم، زاد اعتقادهم بأن المجموعات الأخرى تتأمر ضدهم، على وجه الخصوص، وقد وجد ستة من الدكاترة في أبحاثهم «عام 2012-2016» أن النرجسية القومية الجمعية في بولندا تتنبأ بتأييد نظريات المؤامرة عن النمطية عن اليهود. وأن النرجسية القومية الجمعية في بولندا ترتبط بتأييد نظريات المؤامرة التي تقول بانخراط الروس في حادثة سمولنسك عام 2010 التي توفي فيها الرئيس البولندي وعدد من المسؤولين.

وقد وجد الباحثون أن نظريات المؤامرة قد تعزز صورة المرء عن نفسه وجماعته القريبة عن طريق إسناد الفشل والنتائج السلبية إلى الآخرين. لهذا، ربما تساعد نظريات المؤامرة في دعم الصورة الذاتية وصورة الجماعة بوصفهم أشخاصاً قادرين وأوفياء لكن مشكلتهم تكمن في الآخر القوي وغير الأخلاقي الذي يدأب على أذاهم وإعاقتهم.* فالنرجسية في قراءة الذات تضخم بالوهم. وفي الوقت نفسه تبرر للنفس، الفردية والجماعية، فشلها وقصورها وتقصيرها. ومما يخشى منه أن تتحول نرجسية الذات إلى خطاب كراهية ضد الأخرين. وفي المقطع المرفق إفادة من زاوية مفيدة بعنوان ”تهديد خطاب الكراهية“:

*كتاب السذاجة وعلم النفس الاجتماعي، ص119-120 بتصرف.