آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

خادمة للتنازل!

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

بسبب انضمام الكثير من النساء السعوديات لسوق العمل، سواء بحصولهن على وظائف أو بدئهن عملهن الخاص والكثير منهن زوجات وأمهات في نفس الوقت، أصبح وجود عاملة منزلية تقوم بأعمال المنزل من تنظيف وترتيب وغسيل وطبخ ليست مجرد رفاهية، إنما حاجة ملحّة، لتستطيع المرأة السعودية سواء الموظفة أو سيدة الأعمال التركيز في عملها وإثبات وجودها في ساحة العمل مع الحفاظ على النظام في منزلها وحاجات أسرتها ملبّاة. وللتوضيح فقط، هذه المقدمة ليست تشجيعًا للمرأة السعودية لترك مسؤولياتها كأم وزوجة للعاملة المنزلية، إنما هي محاولة لتسليط الضوء على إحدى الصعوبات التي تواجهها الأسرة السعودية والنساء بالتحديد بعد توجه الكثير منهن للعمل، وهو حق لا يستطيع أحد إنكاره. وقد دعم ولاة الأمر المرأة السعودية في جميع مجالات العمل المختلفة، ودأبوا على تمكينها في سوق العمل ومساعدتها للتغلب على الصعوبات ولإثبات وجودها.

رغم تكرار القصة لكن لا ضير من طرحها مرة أخرى بسبب أهميتها، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك والصيام والتعب والطبخ والنفخ، ثم تقديم الطعام وتنظيف المطبخ وغسيل الأواني وكل تلك الأعمال التي تقوم به النساء لإرضاء أسرهن والتي لا تترك، للأسف، أي وقت لهن للعبادة في أكثر شهور الله قدسية. إضافة للقيادة التي أضيفت مؤخرا لمهام الكثير من النساء.

بعد مشوار طويل من البحث والتقصّي والسؤال عن أفضل مكاتب الاستقدام وأكثرها أمانة في العمل واحتراما في التعامل، ثم مشوار أطول للسؤال عن مختلف الجنسيات المتوافرة للاستقدام وعيوب كل منها وحسناتها وبعد الاستماع لتجارب الأقارب والأصدقاء والزملاء وقصصهم مع مختلف جنسيات وأعمار الخادمات المتفاوتة المستويات الثقافية والعملية، قررت صديقتي استقدام خادمة من إحدى الجنسيات الأفريقية.

دفعت صديقتي قيمة تأشيرة دخول العاملة واستخرجتها، سجلت في موقع مساند واختارت المكتب، ثم وضعت المواصفات التي تريدها على الرغم من عدم جدوى ذلك لأن وضع الشروط والمواصفات مهما كانت بسيطة غير ملزم للمكتب أصلا، ثم اختارت العاملة من السير الذاتية التي وفرها المكتب، على الرغم من عدم صدق ما كتب فيها أيضا، دفعت المبلغ كاملا والذي لم يكن قليلا وانتظرت.

بعد 3 أشهر، وصلت الخادمة. لم تكن تفقه شيئا من أعمال المنزل حتى البسيط منها. لم تكن تعرف حتى كيفية صنع الشاي أو سلق البيض. بدأت صديقتي في تعليمها بصبر شديد وتكرار القيام بالأعمال أمامها، لكن بلا جدوى. على الرغم من جهل العاملة والفرصة الذهبية التي أتيحت لها لتعلم أعمال المنزل والطبخ وخبز الحلويات والعناية بالحيوانات والنباتات المنزلية مجانا، إلا أنها لم تكن مهتمة أو راغبة في التعلم.

يتبع......