آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

العزلة في الحب والكراهية 2/2

كاظم الشبيب

تكون العزلة عن الناس بسبب ”الأنا“ الفردية المتضخمة، أو ”الأنا“ الجماعية الطاغية، حالة سلبية بحيث يصنع المعتزل لنفسه مسافة تكون حاجزاً بينه والأخرين كما أشرنا في المقال السابق. على عكس ما يحدث عندما تقترب المسافات بين الناس حيث تقل فرص دخول الظنون والريبة بينهم، وتضعف مجالات انعدام الثقة، وتتقلص الشكوك في السلوكيات والتصرفات تجاه بعضهم. وبالتالي تكون الأبواب مشرعة لمفاعيل الحب والمحبة بينهم.

حالة العزلة، في الحب والكراهية، تفضي على الدوام إلى المزيد من الشكوك بين المعتزلين، أكانوا أفراداً أو جماعات، وبالتالي يزيد إيمانهم بنظرية المؤامرة والتآمر تجاه بعضهم. حينها، حتى بين المحبين، تأتي الشكوك تجاه بعضهم إن كان من يحبهم يتآمر عليهم أم لا. فنحن من الطبيعي أن نحب أنفسنا. لكن من غير الطبيعي أن نكره غيرنا. هذه ببساطة من القواعد الأولية التي يتعلمها الإنسان بفطرته وعفويته لفهم الحياة والعلاقة مع الناس كالطفل الذي يولد بريئاً لا يعرف الكراهية ولا الكراهية تعرفه.

لذا، من الحقوق الطبيعية لكل واحد منا أن يعتز بهويته الخاصة، القبيلة، الطائفة، الدين، الوطن، بغض النظر عن حجم قوة أو ضعف هويته وأهلها. لكن ليس من حق أي أحد أن يذم هوية الأخرين مهما كبر أو صغر حجمها من حيث القوة والضعف. ومن حق كل واحد منا أيضاً أن يصف أهل هويته بما يشاء من المدح والتغني بهم أو حتى إلباسهم هالة من القداسة والتبجيل، ولكن ليس من حق أي أحد أن يستصغر أو يهين أهل الهويات الأخرى. وفي المقطع المرفق إفادة من زاوية جيدة للموضوع بعنوان ”كهف العزلة“: