آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

نجاح ونمو نحو القمة أو إغواء وإغراء حتى القاع

المهندس أمير الصالح *

أصبح واجبا وطنيا وإنسانيا واجتماعياً وأخلاقيا تنبيه الشباب والفتيات من الوقوع في شباك الرذيلة الرقمي والواقعي بسبب حجم الإغواء والإغراء وقنوات المجون وتزيين أعمال الشيطان الذي يموج في بحور الإنترنت والسوشل ميديا وبعض بقع العالم وبعض الأندية والمقاهي في أرض الواقع وبعض نقاط الاتصال في مناطق العمل المهني في بعض دول العالم.

سبل النجاح وأدوات التفوق واكتساب المهارات العلمية والمهنية والأكاديمية أضحت سهلة المنال وعديدة المنابع وكثيرة المصادر. فهنيئا لمن غرس في نفسه:

1 - العادات الإيجابية وتوطينها

2 - التركيز عند العمل أو الدراسة وحجب المشتتات

3 - العمل المثابر والاستمرار عليه

4 - تنمية الكفاءة وحسن إدارة الوقت

5 - الصبر على الأشياء الحسنة والإصرار على إنجازها

في كلمة تنسب للإمام علي بن أبي طالب تنص على: ”إذا رغبت في المكارم فاجتنب المحارم“. كل إنجاز أو انحطاط يحصده الإنسان في حياته يعتمد على إرادة الشخص نفسه. فمن أحسن ترويض نفسه وتهذيبها ووطن نفسه على طاعة الله وحب المعرفة العلمية والقراءة النافعة والإصغاء للمفيد فحتما سيحرز ذلك. ومن أهان نفسه واستخف بوقته وأضاع مصيره وظل طريقه واتبع شهواته ورافق شياطين الجن والإنس في العالم الرقمي والواقعي وأهدر موارده فإن انزلاقه في دروب الرذيلة حتمي وان طال وقت تهريجه. والفقر الروحي والخواء النفسي مصيره.

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ سورة فاطر، آية 6، نداء إلهي صريح وعلى امتداد الزمان في طلب النجاة والابتعاد عن حبال الشيطان المتعددة. ومحور حبال الشيطان ضد الشباب والفتيات: الإغواء الجنسي والمغالطات الفكرية والجشع الاستهلاكي وحب المال. قد ينجح البعض في تبني هذا النداء الإلهي وقد يخذل البعض نفسه فيقع في حبال إبليس اللعين. والشباب كمصدر قوة مدعوين أن يركزوا جهودهم وطاقتهم ووقتهم لخلق النجاح الدراسي والأكاديمي والعلمي والمهني والسلوكي والأخلاقي. الفشل في ذلك يعني للبعض اللجوء لأساليب بيع أنفسهم وأجسادهم/ هن وكرامتهم/ هن لاكتساب قوتهم ومحاكاة أهل المجون في مجونهم. وقد نبهنا الله جل جلاله لذلك في قوله: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ سورة البقرة، آية 268. أعزائي الشباب وبنات مجتمعنا المحترمات، نحن كأبناء مجتمع وأبناء وطن وأبناء أمة واحدة في مركب واحد ولذا يهمنا كما يهمكم ضمان مقعد في صفوف الأمم الناجحة في الأصعدة المشرفة. ونحن وإياكم نسمع في نشرات الأخبار الرسمية والفضائية عن بعض نتائج الانحلال الأخلاقي

ونتائج التشريع لتناول المخدرات والمشروبات الكحولية وتصاعد معدل الجريمة هناك والتفكك الأسري. وهذا يؤلم مسامعنا لأنهم إخواننا في الإنسانية إلا أن بعضهم اتخذ الشيطان خليلا له. ومن الحكمة والعقل والفطنة وجب علينا تنبيه بعضنا البعض من أي غفلة أو استدراج من قبل الشيطان أو الوقوع في حبائل الشيطان تحت أي عنوان سواء تغريد رقمي لكسب لايكات أو حديث تلفزيوني لكسب شهرة أو إطلالة عارية في التك توك لكسب عدد من المتابعين أو إعادة إرسال سنان منحط اخلاقيا وعقائديا لتدوير مشاركة أو تلبية جلسات خاصة لتقرب من فلان وعلان أو حضور دعوة مخلة بالأخلاق لحرق نزوة. والإنسان الرشيد يبحث عن مواطن الحكم فيقيم فيها ويشخص عناوين عريضة لمواطن الانزلاق ويتجنبها، ليكون بعد ذاك أحد الأشخاص الذين أكرمهم كما ورد في الآية الكريمة ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ