وسائل التواصل تروج لخدمات أبناء البلد.. فهل يروج أبناءُ البلد لأنفسهم؟!
فكرة تشجيع أبناء البلد تستحق الإشادة بها وأصبح العديد منهم - ذكورًا وإناثًا - يقدمون خدمات في مجالات متعددة؛ الصيانة والأكل وغير ذلك من خدمات. وأصبحت وسائل التواصل، مقاطع صوتية ورسائل ومقاطع مصورة، أفضل دعاية لكل لخدمات أبناء وبنات البلد، فهل بعد هذا الترويج والدعاية يثبت أبناءُ البلد استحقاقهم وجدَارتهم أم هي دعاية وانتهى كل شي؟
كما يقول المثل: أصابع اليد الواحدة ليست سواء فهناك من استفادَ وأفاد وكسب رزقه بجدارة وأمانة؛ تجد عنده خدمة جيدة وسعرًا جيدًا وأخلاق عمل عالية الجودة. وفي الضفة الأخرى، هناك من لم يثبت جدارته، لم يستفد من الدعاية ومن رغبة أبناء منطقته في التعامل مع ابن بلدهم.
إذا عملت في قطاع الخدمات عليك ألا تعتمد على أنك ”ابن البلد“ وأن الناس سوف يمطرونكَ بالطلبات على هذا الأساس! عليك أن تأخذ في حسبانك الأخلاق والكفاءة والمنافسة في الكلفة. الأخلاق تعني أنك إذا وضعت إعلانًا فعليك وضع وسيلة للإجابة على الاتصالات وأن تلتزم بوقت عمل محدّد وقبل ذلك كله تكون متواضعًا وصبورًا على أمزجة الناس. الأخلاق أيضًا تعني الصدق في المواعيد ومتابعة العمل من أجل إنجازه.
أما الكفاءة فهي أن تجيد العمل المسند إليك وفي هذه الفترة الزمنية تطورت الآلات البسيطة مثل غسالة ومجففة الملابس وأجهزة التبريد وغيرها؛ كلها تحتوي على دارات كهربائية أكبر تعقيدًا من السابق وفيها أجهزة حواسيب تناسب عملها. طور من قدراتك ومن مهاراتك بما يتناسب مع حاجة العمل.
ثم لا تنسى الكلفة؛ لك أن تربح وتستفيد! الخدمات ليست مجانية وتذكر أن الزبون يبحث عن السعر الأنسب وفي ذات الوقت الجودة لذلك اعتمد قاعدة - رابح رابح - ما يعني أنت تربح والزبون يربح أيضًا!
غير ذلك قد تبقى تعمل وتكسب رزقك لكن من الصعب أن تتطور وتكون مثل الذين أنشأوا مؤسسات وورش عمل متطورة وأصبحوا في مجال البيع والشراء. وإذا شككتَ في هذه الخلاصة انظر من حولك واقرأ تاريخ أصحاب الأعمال المشهورين كيف تميزوا عن غيرهم وبعد ذلك ارتقوا وتقدموا.
خلاصة الرسالة: كلام الناس ”كلمة بوز“ وهو نقل المعلومات مثل إخبار شخص ما عن خدمة جيدة أو شخص حسن التعامل قد يكون أفضل وسيلة للتطور أو أسرع وسيلة لتدمير السمعة، ومن يرغب في العمل في هذا النوع من المجال عليه أن يحذر!