تعزيز ثقافة الاختلاف
نحن كبشر مختلفون عن بعضنا البعض، في ملبسنا وثقافاتنا وتعاطينا مع الحياة وغيرها من الأمور، ربما نتشابه في بعض الجوانب لكننا نظل في الأخير مختلفين عن بعضنا البعض ولسنا نسخاً متشابهة. كل فرد له الاختلاف الذي يمثله عن الآخر، ويعطيه ميزة عن الآخرين. لو كان العالم كله متشابهاً وجميع الأفراد يتعاطون مع الحياة بنفس الأسلوب ونفس التفكير لأصبحت الحياة مملة جداً، لأنها تكون بلون وطعم واحد. علينا التعاطي مع سمة الاختلاف بكل قبول وحب، أن يختلف الآخر عنا وينظر للحياة بشكل بعيد عن تصوراتنا، أن يفكر بطريقة مختلفة عنا، أن يعيش وفق قناعاته، علينا أن نعي ونقبل بأن هذا الاختلاف أمر طبيعي لأي فرد.
اجعلوا من الاختلاف حياة تعيشونها، حياة تتعاطون معها بكل أريحية، حياة تقبلونها لأنها مليئة بالاختلاف. الأديان، القوميات، اللغات، الثقافات، وغيرها من الأمور الكثيرة التي تدل بأن الحياة تقوم على الاختلاف، بل الاختلاف هو طعم وقيمة الحياة. العلاقات البشرية هي علاقات مليئة بالاختلاف، توجد علاقات سياسية، علاقات دينية، علاقات اقتصادية، علاقات ضمن نطاق العمل، علاقات عائلية وغيرها من العلاقات المختلفة التي تصادفنا ونضطر أن نتعامل معها لأنها حاجة وضرورة لكنها تظل مختلفة عن بعضها البعض، كل علاقة من هذه العلاقات تأخذ أسلوباً مختلفاً ومغايراً عن غيرها لأنها علاقات مختلفة عن بعضها البعض، لا تتشابه فيما بينها في المضمون. هذه العلاقات من المفترض أن تكون علاقات إنسانية، أي علاقات مبنية على القبول والحب والفهم.
”الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية“ في تعاطينا للموضوعات المختلفة شكلاً ومضموناً التي تطرأ علينا في حياتنا اليومية من سياسية، دينية، رياضية، إلخ... علينا أن نتقبل بأن هذه الموضوعات كل شخص ينظر لها بشكل مختلف عن الآخر، علينا أن نقبل بأن للآخر فهماً للموضوع مختلف عن الذي نفهمه. يقول الشيخ حيدر حب الله: لا يمكن أن نبني، فكراً وحواراً ومنطقاً بتجميع النقاط السوداء في الفكر الآخر. لذلك علينا أن ننظر بشكل أوسع مما في مخيلتنا، أن نتعامل مع الآخرين على أنهم بشر حالهم من حالنا، لسنا معصومون عن الخطأ، وربما نكون نحن على خطأ والآخر على حق. عززوا ثقافة الاختلاف، أن نكون كلنا كبشر يجمعنا الحب والتسامح وتمني الخير للآخر، لا ما نؤمن ونعتقد به.
