آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

طيب الكلام

ابراهيم الزاكي

الكلمة الطّيبة جسر إلى نُفوسِ الآخرين. وحين تخرج من الأفواه الكلمات الحسنة والجميلة فإنها تلامس العقل والقلب والرّوح، وأثرها جليّ على المشاعر والأحاسيس، وتبعث في النّفوس الرّضى، وتجلب الألفة، وحبَّ الآخرين.

فالكلمة الطيبة الحسنة والجميلة، والتي تحمل في طياتها الرّقة والمحبة، لها فعل السحر في النفوس مهما كانت بسيطة، وتترك أثراً طيباً في نفوس سامعيها. فهي كالغرس الطيب تبقى وتنمو وتُزهر باستمرار، وتظل عالقة بالنفس على الدوام، كالشجرة المثمرة تؤتي أكلها كل حين. ففي كلمة للإمام زين العابدين أن: ”القول الحسن يُثري المال، ويُنمي الرّزق، وينسئ في الأجل، ويحبّب إلى الأهل، ويدخل الجنَّة“.

غير أن هناك من لا يُجيد أسلوب الحديث بالكلمات اللبقة والحسنة عند التواصل مع الناس والتعامل معهم، ولا ينتبه لما يتلفظ به من كلمات، وقد تتسبب بعض كلماته في أديّة الآخرين، وجرح مشاعرهم، حتى من غير قصد، فتترك أثراً سلبياً في نفوسهم، ويُعرِّض علاقاته مع الآخرين إلى الضياع والخسارة. فقد ورد عن الإمام علي : ”رُبَّ قول أنفذ من صول“، وأيضاً: ”رُبَّ كلامٍ أنفذ من سهام“.

وحين سئل علياً : أيّ شيء مما خلق الله أحسن؟ قال: ”مَا خَلَقَ الله عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا أَقْبَحَ مِنْهُ؛ بِالْكَلَامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ، وَبِالْكَلَامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ“. لذلك علينا تعويد ألسنتنا على طيب الكلام، وإتقان الأسلوب الحسن عند التلفظ بكلماتنا، وانتقائها بتمعّن، وإدراك مراميها ومقاصدها، كونها تنطبعُ في الأذهان، ولها أثرها البليغ في نفوس سامعيها. وكما ورد عن علي : ”عوِّد لسانك لين الكلام، وبذل السَّلام، يكثر محبوك، ويقلّ مبغضوك“.