آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

نساء وبهن تطيب الحياة

نجفيه حماده

تدور في رحى الزمن ليفيض من فؤادها العطاء غير المحدود، تتوقد دفة الزمن عليها ولكن بحنانها تجعل الشموع مضاءة في قلوب أحبتها، تسير بقلب واثق لأن هناك من يقف خلفها ليستمد من قوتها الكثير، إنه قلب أم وأخت وزوجة، إنهن النصف الآخر تلك العظيمات في احتواء الألم، إنهن النور الساطع في كل ظلام الدنيا، يجمعون لك نجوم السماء ويضعونها حول فؤادك، لا أبالغ إن تحدثت عن النساء هكذا ويمكنك أن تسأل قلب رجل واعٍ عن ذلك ليجيبك، تستيقظ صباحًا لتدير أمور الحياة بحنانها ليأتي أحبتها على رائحة طعام لذيذ وملابس نظيفة ومكان مرتب، لم تشتك يومًا لأن كل ما تفعله كانت تفعله بحب صادق، أسعدت لتُسعد ورضاها ضحكات أحبتها، فرفقا بقلبها الكبير.

استوقفتني الكثير من المواقف والتي نستمد منها معرفة قوة حنان وعاطفة هذا المخلوق الرائع ومنها لإحدى الأمهات المطلقات موظفة ومربية تعمل ليلًا ونهارًا لأجلهم وفي أيام إجازتها تمضيها معهم ولم تتحدث يومًا بسوء عن والد أطفالها أمامهم بل العكس غرست بداخلهم الحب والحنان إلى أن تزوج والدهم ولكنه لم يرحه وجود أنثى بمواصفات مختلفة عن طليقته، فسلك طريق المخدرات وتركه الأهل والأصدقاء، تعب كثيرًا إلى أن مرض مرضًا شديدًا بعد أن تمكنت هذه الظروف منه فتركته زوجته الثانية أيضاً، لكن طليقته بقلبها الكبير والعشرة الرحيمة لم تقف مكتوفة اليدين ولم تكن تردد كما هو معتاد ”يستاهل.. جزاه وأقل من جزاه على اللي سواه“ بل وقفت معه إلى أن شفي من هذا السم ورجع إلى رشده ولم تكن تنتظر كلمة شكر أو عرفان فما وراء النوايا الطيبة رحمة واسعة، إنها الرحمة الإلهية التي سخرها الله لنا، فرفقا بقلب النساء فهن الضلع الثابت، ففي حنانها راحتكم وفي قلبها حبكم وبالحب يميل العطاء ويزهو ويكبر، لا تجرح فتجرح.

المرأة هي العاطفية والقوية والمثيرة، هي دعاء السماء. جنة الأرض إن سقيتها ارتوت وكذلك هن النساء وهن النصف الآخر والشريكة والأخت والأم، إن مرضت سهرت لأجلك وإن تألمت تألمت قبلك، فرفقا بالقوارير كما أوصاكم رسول الله ﷺ، كن نبيلا لها تكن نبيلة وكن أميرًا لها تكن أميرة لك، بالعطاء تدوم النعم فاجعل قلبها يتباهى بك، اجعل صنيعك الرائع نبراس حب يطبع في فؤادها مدى العمر، فالمرأة لا تنسى ما يؤلمها بل تحاول أن تتناسى وتتغافل حتى تطيب الحياة بها وبمن حولها.

حياة سعيدة أتمناها لكن يا نساء الكون، وأنتم أيها الرجال يا خير سند بكم تطيب الحياة وتسمو وتزهر وبكم لا نميل ونقوى وإن مال الزمان بنا

دمتم لنا وبنا طبتم وطابت أيامنا معكم

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
Asmaa
[ السعودية،القطيف ]: 22 / 2 / 2023م - 4:59 م
مقال جميل ،هناك الكثر من النساء المكافحات وماجعل الله الجنة تحت اقدام الامهات عبثا"
سلمت الانامل وسدد الله خطاك
2
سارا
[ القطيف ]: 24 / 2 / 2023م - 5:23 ص
المرأة تكافح ( تجابه الصعاب) لأنها مظلومة و المجتمع يضع لها الصعاب فتضطر ان تكافح فكفاحها تحصيل حاصل و انسانيتها التي ذكرتها لأنها لم تتربي على الانانية كما يتربى ذكور مجتمعنا ..
المثال الذي ذكرتيه مثال لأنسان طبيعي و لكن مثال الذكر الذي ذكرتيه غير طبيعي لكنه في مجتمعنا معتاد
3
Hoor om noor
[ القطيف ]: 27 / 2 / 2023م - 11:17 ص
دائماً المرأة سباقة لفعل الخير خصوصاً للاحبة من حولها فهي تعطيهم اضعاف ماتاخذ منهم بفطرتها خلقت عاطفيه وبعطائها جبارة دائماً والدليل انها تسحر بكلمات الرجل وان كانت تكون الكلمات من حروف بسيطه فهي تلامس قلبها بسرعه ادام الله كل ام ومربية لكل الاجيال