مقهى قلعة تاروت وتاريخية المكان
قلعة تاروت تتمركز فوق تل صخري وترابي رفيع - يعد أعلى منطقة مرتفعة في مناطق القطيف - وقد عثر فيه أي التل على آثار قديمة جدا تشير إلى معبد الملكة آلهة الفينيقيين عشتار أو عشتاروت وقد أشتق اسم جزيرة تاروت منها.
وفيما يقال أن الملكة عشتار إحدى ملكات الدولة السومرية التي طردها الملك جلجامش من بلاد ما بين النهرين قد قامت ببناء معبدها تحت تلك القلعة.
كما تظهر صخور وأسس المعبد القديم واضحة تحت القلعة ومن الشواهد التي تؤيد مثل هذا الرأي عثور السكان على تمثال من الذهب الخالص في إحدى بساتين هذه الجزيرة يرمز للآلهة عشتاروت عثر عليه بجانب عدد كبير من التماثيل أهمها تمثال ”الخادم العابد“ الذي يحمل سمات التماثيل المميزة للحضارة السومرية ما يوحي بأن القلعة شيدت على أنقاض ومدافن ذلك المعبد أو الهيكل الذي يعود تاريخه للعصر الفينيقي قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
سؤال.. من هو الباني الأول لقلعة تاروت واختارها لتكن فوق تل مرتفع؟ وهناك أربعة آراء..
الرأي الأول: يرى مؤرخون أن الغزاة البرتغاليين هم الذين بنو القلعة بداية القرن السادس عشر الميلادي بين عامي 1515-1521 أثناء تواجدهم في منطقة الخليج لتحميهم من هجمات العثمانيين حيث حكم البرتغاليون منطقة الخليج حتى عام 1650 أي ما يقارب 150 سنة من الحكم. وقد كانت القلعة إحدى النقاط الدفاعية البرتغالية في الخليج العربي إبان احتلالهم القطيف.
الرأي الثاني: يرجع بعض المؤرخين المحليين وجودها إلى زمن القرامطة.
الرأي الثالث: يرجح بعض الباحثين بأن أهالي القطيف وتاروت هم من بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم.
الرأي الرابع: يؤكد العديد من الباحثين بأن بناء القلعة يرجع لعهد الدولة العيونية في القرن الثالث عشر الميلادي 1076-1253 وأن التسمية الصحيحة يجب أن تكون ”القلعة العيونية“ لا ”القلعة البرتغالية“ كما وردت خطأ في السجلات التراثية الغربية وغيرها.
وفي الموضوع نسلط الضوء على «القهوة» المقهى الشعبي الذي أنشئ عام 2004 بجوار القلعة ورمزها الشهير - حمام تاروت - على الطريقة الشعبية والتراثية بمساحة لا تتجاوز 4 أمتار مربعة.
تم تجهيزه بمعدات بسيطة بالطريقة التقليدية القديمة، مسقوف بالجندل والجذوع وسعف النخيل ورغم ضيق المقهى الذي لا يتسع إلا لخمس طاولات متلاصقة لكن تجد رواده في ازدياد مطرد خاصة عند المساء وبالكاد تحصل على إحدى الطاولات خالية.
يقدم المقهى لزوار موقع البلدة السويا والعصيدة والعدس والفول والكبدة صباحا وتجد في المساء التكة المشوية والكباب والباجة والمكرونة مع الخبز الأصفر وخبز التنور الأبيض ووجبات شعبية أخرى.
يقول مشرف المقهى الأخ محمد الصفار «إن هدفنا منه ليس تجاريا بل الهدف عكس روح التراث وطريقة الحياة القديمة في المنطقة»
تشكيلة عمرية من الزائرين صغار وكبار وشيبة، عندما يطلون لأول مرة، يجذبهم المكان حيث الأجواء التي تحاكي التراث وتستحضر تاريخ الأجداد والحضارات التي مرت وتركت بصمتها تحكي عن نفسها في المكان وما يوحي بأيام الصبا الجميلة العابقة بأريج الماضي العريق.
وقد أضاف الأخ ”راعي المقهى“ بأريحيته اللافتة كثيرا من الجاذبية والانسجام مع مرتادي هذا المقهى.
ما ساهم في زيادة نسبة الزائرين إلى هذا المقهى الجميل، استجابة للطف ومشاعر الارتياح التي زرعها ”راعي المقهى“ في نفوس زبائنه، حتى بات كل شيء في المكان يبدوا شيقاً ولذيذاً في لحظات يكون فيها حضور الشاي التلقيمة والقهوة المرة وشربة الليمون ركن أساسي في الجلسة لما يتركه من أثر مريح، وأنت ترى بعض جيل الشباب يكب شيء من الشاي في طبق الاستكانة ليجعلها تبرد ثم يشربها محاكاة لطقس الأجداد تحت إيقاع رنين الاستكانات والملاعق وروائح القهوة العبقة بالبهار النافد للأنوف التي تهوى الكيف وتقتنص لحظاته الشيقة.