آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 12:23 ص

دروسٌ قصيرة من دية ”القصير“!

المهندس هلال حسن الوحيد *

قرأتُ كما قرأتم في مواقع التواصل الاجتماعيّ النصَّ التالي: ”رسميًّا.. إكتمال مبلغ دية القصير.. بفضل الله وعطائكم“. كل ذلك من فضلِ الله وحده، وقبل أن أكتب شيئًا لا بدّ أن أعترف بأنني لا أملك أي معرفةٍ عن الشخص أو الحادثة بأي شكلٍ من الأشكال، لا من قريبٍ ولا من بعيد، غير ما قرأته مما كُتب عنه وعنها في وسائل التواصل. التالي هو درسٌ قصير في نقاطٍ قليلة استفدته وأحببتُ مشاركته القرّاءَ الكرام، إن كان فيه فائدة.

لا أحد يشك في أنه من الصواب أن نتعلم من كلّ حادثة إذ العاقل من يتعلم الدروس والعبر من الأفعال الصحيحة والخاطئة. وفي المقابل، رؤيتنا سوف تظلّ ناقصة إذا أهملنا الاستفادةَ من التجارب ثم وقعنا في ذاتِ الخطأ مرّة أخرى. وهذه هي النقاط التي اخترتها:

أوّلًا: من دواعي الفخر أن يهبّ مجتمعٌ ما، وفي هذه المرة القطيفيون، في عملٍ هبّة رجلٍ واحد بحيث تُنجز المهمّة بكاملها قبل المدة المحددة. عمل يرفع المرءُ له رأسه دون إشكال، مع كامل الرجاء أن تكون الهبّات في مواقف أكثر فرحًا وبهجة من حوادث مأساوية، فكلما اتسعت دائرةُ فكر المجتمع اتسعت مواقفه واستقوَت روابُطه ومنذ القديم اشتهر مثلٌ شعبي بيننا: قومٌ تعاونوا ما ذلوا.

ثانيًا: كما تُدين تُدان وكما تُعطى تَعطي! من يقع عليه فعلُ الخير لا بدّ له أن يفكر أنه مدانٌ للمجتمع الذي اتحدَ وتعاون وتبرع بجهده وماله وبعواطِفه في قضيته وعليه أن يردّ الدين متى وأينما استطاع. وليس الدين بالضرورة المال وإن كان المال واحدًا من أشكالِ الدين، إنما سبل ردّ الجميل والمعروف لا تعدّ!

ثالثًا: لمن ساهموا بالمال؛ أعنتم وعَاونتم! لا قصائد مدح ولا مقالاتٍ من خواطر تفيكم حقكم، هو ذا دَيدنكم أهل البحر والنخل! إذا ما غَامت سماؤكم أمطَرتم، وإذا ما اسودَّ ليلٌ أضأتم. عندما يُسأل منكم المال تَبذلوه وعندما يطلب الخير لا تمنعوه.

أما الدرس الأخير فهو درس عام فذلك الشيطان الذي ابتدأ مشوار الخطايا بين أبناء آدم في أولى النزاعات والجرائم في العالم الإنسانيّ بين أخوين اثنين هما قابيل وهابيل وانتهى النزاع بأن قتلَ قابيلُ هابيل، فإن ذلك الشيطان لا يزال يعيش ويتنفس ويبحث عن قابيل يطيعه من جديد! ومن يبحث عن سبب ليكون مثل قابيل سوف يجد له الشيطانُ سببًا! لا بدّ لنا من التذكر - صغارًا وكبارًا - بأن الشيطان لن يتركنا؛ وسوف يبتَدع ويبتكر ويوسوس، والسؤال هو: هل نطيعه؟ أم نتخذه عدوًّا وننجوا؟

مستشار أعلى هندسة بترول