إلى أعزائي المدخنين!
خوفًا على سلامتكم وسلامة جيوبكم أكتب لكم هذه الخاطرة مصحوبة ببعض النصائح والتمنيات.
أما النصائح فهي أن تمتنعوا تمامًا عن هذه العادة الضارة بصحتكم واقتصادِكم وميزانية أسرتكم ولا منفعة لكم منها وهذا قول الأطباء. التأثيرات الطبية على سلامتكم بعيدة المدى وقصيرة المدى، ورأيتها في كثير من الأصدقاء والأقارب الذين اعتادوا التدخين؛ بعضهم هرموا ومرضوا سريعًا وبعضهم توفوا في أعمار قصيرة. وعلى ذمة منظمة الصحة العالمية فإن التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي علمًا بأنه يؤدي حاليًا إلى إزهاق روح واحد من كلّ عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم.
أما الأمنيات فهي أن تعتنوا بصحتنا وسلامة ذوقنا، دخنوا كما تشاءون أينما سُمح لكم ولكن لا ترموا مخلفات سجَائركم أينما تشاءون! نحن نشارككم الأرضَ والسماء وبعضكم لا يهتم أين يرمي أقطافَ السجائر، وللأسف نجدها في أماكن محترمة بحيث لا يكاد يخلو مكان منها. دون زعل؛ أنتم تشوهون الأرض بأعقاب السجائر وتلوثون المساحات الخضراء بها وتزكمونَ الأنوف بروائح سجَائركم، وهذا ما ينتج عن جميع أنواع التدخين دون فرق ومن أي نوعٍ كان، حرق مال وإنهاك صحة وإزعاج.
حقًّا لا أفهم كيف يخوض المدخن حربًا على ماله وصحته، ويأخذ من أمواله التي بإمكانه أن يستفيد منها في ضروريات ورفاهة نفسه وأسرته! قيمة السجائر في سنة واحدة تكفي لشراء تذكرة طائرة وسفرة عائلية أو ترميم مسكن أو شراء أثاث جديد، إذ لو قلنا أن ما يصرفه المدخن هو عشرون ريالًا كل يوم، ما يعني أنه في السنة كاملة يصرف حوالي 7500 ريال وهذا مبلغ محترم!
اعتبروها نصيحة أب أو أخ مشفق وليس تدخلًا في حياتكم الشخصيّة و”المؤمن أخو المؤمن يحقّ عليه نصيحته“. ولمن يقول أن ترك عادة التدخين صعب جدّا، فإنه كان لي صديقان تواعدا في ليلةٍ واحدة على ترك التدخين، أحدهما كان راغبًا في تركه ولم يعد يدخن أبدًا أما الآخر لم يكن جادًّا فعاد بعد برهةٍ وجيزة.
ولمن اعتاد التدخين من النساءِ والرجال، فإن قبلات المدخنين العادية وعناقهم لأطفالهم يمكن أن تؤدي إلى مرض الصغير وفقدانه لصحته. وبحسب رأي الأطباء أن المدخنين قد يحملون بكتيريا مسببة لمرض التهاب السحايا النادر في أسفل حلقهم، وهذه البكتيريا قادرة على الانتقال بسهولة إلى الأطفال عبر ”العناق والقبل العائلية الطبيعية“. وخطورة الأمر أن طفلًا من كل 10 أطفال يصابون بهذا الالتهاب يكون مصيره الموت.