آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

أشرف السبع.. و”شاشة وفلاشة“

أثير السادة *

لسنوات خلت كان أشرف السبع يركض وحيدا في مضمار توثيق ذاكرة الرياضة في مدينته سيهات، ليعيد ترميمها، ويرفع ما سقط منها إلى حيز الناس ثانية، أسلوبه البسيط اختصر عليه مشقة الطريق، فهو كما يقول كل ما يمكله هو ”فلاشة وشاشة“، وذخيرة من أمنيات لاستكمال هذه المهمة التي استطاعت حتى الآن كتابة سير مختصرة للعشرات من وجوه نادي الخليج في مسماه الحالي، ونادي النسر في مسماه القديم.

من الواضح أنه بذل الكثير وهو يطرق الأبواب لجمع الصور والقصاصات والمعلومات، عن مشاهير ومنسيين مروا من هذا النادي العتيق، وتركوا بصماتهم على ذاكرته الممتدة، وجوه لن يسعف الوقت الجيل الجديد لمعرفتها، دون هذا اللون من المبادرات. كثيرا ما فاجأنا بصور ومعلومات لشخصيات بين ظهرانينا، لم نكن نحسب يوما بأن لها نصيب من ذاكرة الرياضة، لنكتشف لاحقا بأنها جزء من عبقرية المكان، ومن صناع الفتوحات الرياضية بالأمس، يوقظ تلك اليوميات من سباتها لنعيش بعضا من أحداثها وصخب الرياضة فيها، ونتأمل في التواريخ والأرقام والوجوه والأحلام.

كانت منصات التواصل مساحته المفتوحة لتقديم هذا الإرشيف الاستثنائي للناس، ينثره بكثير من الكرم في الواتس أب، والفيس بوك وانستغرام وصولا إلى يوتيوب، أدواته البسيطة صقلها الوقت، وأصبحت تدفع باتجاه المزج بين الحرف والصوت والصورة، وكأي مغرم بذاكرة النادي يصر على تغميسها بأغاني الخليج وأهازيجه المتداولة، القديم منها والجديد، لتحرك سكون الصورة والذكريات معا.

لا يمكن مطالبة أشرف بأكثر من ذلك، فقد علق الجرس، وجعل باب التوثيق مشرعا، وهو يقدم مادة ثرية لأي جهة تريد كتابة تاريخ الرياضة في هذه المدينة، تعب كثيرا وهو يقنع هذا وذاك لتقديم ما لديه من وثائق وصور ومعلومات، خاصة أولئك الذين يجدون أنفسهم في خصومة اليوم مع النادي. بات واجبا على النادي الآن أن يمد له اليد، وأن يستثمر في نشاطه المهم، لإنجاز المهمات المؤجلة والتي تخص ذاكرة النادي، أن يؤسس لمتحف رياضي يليق ببريق البدايات، وأن يدون للأجيال سيرة مملوءة بالطموحات والانجازات، عبر مطبوعات ومنصات تحفظ هذا الإرشيف المنثور، والضائع، والمهمل، والذي تمكن أشرف من لملمة بعض حكاياته.

انجذاب النادي للألعاب الاعلامية في ناحية التحشيد الجماهيري عبر منصات التواصل شغله عن الجانب الآخر من العمل الإعلامي والمتصل بتدوين تاريخ النادي وسيرته، نظرة خاطفة على صفحة الخليج في ويكيبديا ومثلها في النبذة التعريفية عن النادي في موقعه الرسمي تكفي للقناعة بمحدودية الاهتمام الذي تبديه أجهزة الإعلام داخل النادي تجاه التعريف بالنادي وذاكرته كما ينبغي.

والحال أنه من دون هذه الذاكرة، ومشاريعها، ستكون سيرة النادي هشة وقابلة للنسيان، وسيرة أبطاله عرضة للضياع، تلك السيرة التي تحتاج الكثير من الانصاف، والالتفات، سيرة المدينة وناسها، يوم كانت المدينة بكاملها تسكن هذا النادي، ترفده بالأبطال، وتهتف له من خلف المدرجات، سيرة يفترض أن تخلو من المجاملات، والمحسوبيات، ومن تداعيات الخصومات التي مرت وتمر بهذا النادي، لنحفظ للأجيال القادمة صورا من العمل المشرف الذي قدمته الأجيال المتعاقبة على النادي، عسى أن يكون سببا في التحريض على المزيد من الطموح والعمل وبلوغ محطات النجاح.