آخر تحديث: 22 / 12 / 2024م - 9:01 ص

الجَوال ومُلحقاته بين السَلب والإيجَاب

جمال حسن المطوع

في جَلسَة مع بعض الأصدقاء الأفاضِل دارَ نِقاشّ جَاد وحِوار هادِف حَولَ الهاتف الجَوال ومُلحَقاتِه بِسَلبِياته وإيجابياته، بَعضٌ مِنا قال بِأنَ الجوال أصبَحَ مِن الضَروريات في حياتِنا ولايُمكِن الاستغناء عنه في يومِنا الحَاضِر إذا أُحسِنَ استعماله لأنه يَقُوم بِدَور فعال يُسَهِل الكَثير من الأمور، بينما البَعض الآخر قال إنه شُغلنا الشَاغِل الذي حَرَّمنا مُتعَة الوَقت مع الأهل والأقارِب والأصدِقاء في السمر والسُؤال والأخذ والرد في بعض القضايا التي تحتاج إلى فَضفَضَة ومناقشة في بَعض الأمُور الهَامَة.

وأضاف بَعضهم بِأَن الجوال يأخُذ وقتاً ليسَ بِالقَلِيل في مُتابَعَة ماب ِه مِن برامِج مُسَلية تجعَل الوَقت يَمُرُ علينا كالسيف القاطِع، في حِين رَكَزَ أصحاب النَظَريات الإيجابية بِالقَول إنه أصبح جِزءاً من حَياتِنا، لا مَفَرَ مِنه ولا مَهرَب، حتى الأمور الرَسمِية والبَنكِية لا يُمكِن تيسِيرُها إلا بِالتواصُل مع مَواقِع خَدَمية مهمة على الجوال نفسه، بِغَض النَظر شِئنا أم أبينا فلا يُمكِن التَعَامُل مع هذه الجِهات إلا بِوجُود الهاتِف الجَوال.

إتَفَقَ الفَريقَان في النِهاية المُؤيِد مِنهُم والمُعارِض على أن هذا الجِهاز والأجهزة المُشابِه‍ة كالأيباد والحاسوب «الإنترنت» أسلِحَةٌ ذُو حَدين، وذلِك يَعتَمِد على مَن يتعامل مع هذه الأجهِزة الإلكترونِية بِصُورةٍ آمنة وسَلِيمة يتجَنَب فيها المُنزَلِقات المُنحَرِفة التِي تَهدِم ولا تَخدِم، وينتَج عَنها مُساءَلات قانُونِية تَخضَع لِقانُون النِظام المُقَرُ بِه من قِبَل الدَولة من ناحِية، ومن ناحِيةٍ أخرى وجُود الوازِع الدِينِي الذي يَحمِي المُجتَمع مِن شِرَار المُنحَرِفين الذين يَعيثُون في الأرض الفسَاد.

عَودَاً على بَدء نَخرُج بِنتِيجة إن الأجهزة الإلكترونية بِصُورة عَامَة والهاتِف الجوال بِصُورةٍ خَاصَة أصبَحت واقِعاً مَلمُوساً في حَياتِنا اليَومِية لا يُمكِن تَجاهُلُها لِمَا لها مِن دور حَسَاس ومُهِم في عَصرِنا الحَاضِر.