آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:34 ص

التكاره الفردي والجماعي

كاظم الشبيب

 هناك فوارق ما بين مشاعر الكراهية الفردية ومشاعر الكراهية الجماعية. حيث تكون الأولى متعلقة بظروف نشأة الفرد ومسيرته، بينما الثانية متعلقة بأوضاع الجماعة السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية. الفوارق بين الكراهية الفردية والكراهية الجماعية كبيرة جداً في المقدمات والنتائج. فكراهية الأخر الفرد ممكن أن تدمر المكروه، بينما كراهية الأخر الجماعة لا يمكنها ذلك في المطلق العام. الكراهية الفردية نتائجها مباشرة وقد تكون فورية، بينما نتائج الكراهية الجماعية قد تطول مدتها بين أيام وعقود، وقد تكون، على المدى الطويل، نتائجها عكسية على الجماعة الكارهة نفسها. 

 فالعدوانية الفردية ومشاعر الكراهية لها خصوصية فردية كما لها تأثر بالأوضاع العامة المحيطة به. لذلك يأتي التباين بين حال الأشخاص حتى وإن كانوا من أسرة واحدة. إذ "توجد اختلافات فيما يتعلق بالعدوانية الفردية حسب الخصوصية الشخصية للفرد حيث قد يأتي إنسان إلى الطبيب النفساني ويقول: يا دكتور أنا أكره كل الناس، أكره زوجتي، أكره أطفالي، أكره رفاقي... أكره الكل... بالنسبة للطبيب النفسي فقد نطق المريض بالوصفة الطبيعية المطلوبة... 

هنا يمكن السؤال: كيف إذن أصبح الإنسان على هذا النحو؟ ما هي الظروف الاجتماعية؟ ما هو تاريخ العائلة؟ ما هي الظروف التي عاشها الإنسان؟ وذلك من أجل أن نفهم لماذا تطورت هذه العدوانية القوية في البنية الأخلاقية للشخص. [1]  تنبري ذات التساؤلات على مستوى الجماعة حول تشكل الكراهية عند هذه الجماعة أو تلك. هنا تأتي أهمية التأمل لأمر لكل جماعة من الزوايا المختلفة التي أدت إلى وجود وهيمنة الكراهية على أفرادها. وفي المقطع المرفق لفتة مفيدة بعنوان ”خطاب الكراهية وحرية التعبير“: 

[1] الحب أصل الحياة، إيريش فروم ص 103، بتصرف.