آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

تساؤلات فِكرِية

جمال حسن المطوع

مازال بعضٌ مِنا يتساءل ونحنُ في زمن التَقنيات والبَرمجة الحَديثة التي قطعت أشواطاً كثيرة لا حُدود لها حتى وصلت حَد النِخاع الذي لايمكن تَصَوره وتخيُلِه من العَولمة العَابِرة لِلحُدود، ولكن هل مازال للجهل وجود ومكان في عالِمنا المُعاصِر.... قبل أيام قلائِل عاش العالم مِن أقصاه إلى أقصاه أحداث مُباريات كأس العالم بإهتِمام بَالغ ومُتابَعة مُستَمِرة وهذا أمرٌ لا بَأس به، ولكن ما يَحُز في النَفس أن هُناك أموراً أكثر أهمية من هذا الحَدث الرياضِي لم تَأخُذ نصيبُها المُناسِب مِن الإهتمام والمُتابَعَة وتسليط الضُوء، وهو الوضع الإقتصادي العالمي الذي يَمُر بِظُروف خَطِرَة وعَصِيبة ولا حُلُول في الأفق المَنظُور، بينَمَا البَعض مُنشَغِولون في مُناقَشة المْثلِية والشُذُوذ الجِنسِي بِإهتِمام بَالِغ وهناك مَن يتَبنَاها ويُدَافع عنها بإصرار وشِدة رسمياً وشَعبِياً، هل مازَال للسَفْهِ وُجُود ومكان في عالم اليوم.

وأكثر ما يَحِز في النَفس بِأننا نُصاب بخيبة أمل مِن السفاهات الأخرى التي تَبُثها قنوات التواصل الاجتماعي من إباحية مقيته وبشكلٍ يُثِير الغَرائِز الشَيطَانية مِما يؤدي هذا إلى هَدم المُجتَمعات حيثُ لا مكان لِلعِفَة والشَرف وكأننا بَهائِم لا عُقُول لها ومِمَا يُؤسَف له مِن جِهة أخرى هي تِلكَ الأوضاع المُجتَمعِية التي تَتَخبَط حَيثُ الخِلافَات الإنسانية على أشدِها لِتُوَلِد العُنصُرية المَقِيتَة أو التَمايُز الطَبقِي الذي يُفَرِق بينَ الأعراق والأجناس المُنتَشرة على مُستَوى العَالَم الذي يَدَّعّي الرُقِي والتَحضُر، عَجَباً لِهذه التَفاهَات والضَلالات التي يعيشَها عالَمنَا اليوم.

نَعُود إلى صُلب الموضوع وما تأخُذَه الرياضة وخاصةً كُرَة الَقدم من حيزٍ جَماهِيري وشعبي، هل يُنَبِىء كُل هذا عن وَعِي ثَقافِي وحَضَاري أم عن إندِفاع غَريزِي يُخَيم عليه التَنافُس الظَاهِري الذي يَخرُج أحياناً عن

نِطاق السَيطَرة ويتحول إلى نَوع من النِزاع بين الخُصُوم نتيجَة الرَد والرَد المُضَاد، بدلاً مِن أن تَكُون الرِياضة سُلوك أخلاقي رَفِيع وخَاصةً كُرة القدم التي تأخُذ النَصِيب الأكبر والأضخَم عبر التَسهِيلات المُتاحَة لها مِن قِبَل المُشرِفِين الذين يَبْدُلون جُهوداً يُشكَرُون عليها، ولكِن يأتي مَن يَقُول لِم لا تُبْذَل جُهُود أكبر ومَسَاعٍ حَثِيثة حتى يتحَقَق ما نَصبو إليه مِن الفَوز وكأننا نتسَابق في الوُصُول إلى القَمر ولكِنُه التَيه القَاتِل الذي يُحَطِم الآمال والأُمنيات.

خَاتِمة القَول نَقُول ما كُل ما يتمنَى المَرءُ يُدرِكُه، تَجري الرياحُ بِما لا تَشتَهِي السُفُنُ، أو كما قيل في الأمثال: لو أسمعت لنادَيتَ حياً ولكن لاحياة لِمن تُنادِي.