آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

عش طفولتك الداخلية

نجفيه حماده

تقدمنا في العمر وأصبح كل منا يحمل في طيات حياته الكثير من المسؤوليات، جمعنا على عاتقنا أن نسعد ونسينا أن السعادة إن لم نشعر بها لا نستطع أن نوصلها لمن حولنا، وننظر حولنا لنرى من أكثر السعداء في الدنيا فلا نرى إلا الأطفال.

كثير منا يردد عبارة ”لو يعود بنا الزمن وأكون بعمر الأطفال فقلوبهم لا تحمل الهم!“ لماذا لا نستوقف أنفسنا هنا لندرك أن قلوبنا لا تكبر إن أردنا ذلك؟!

أشعل شعلة الطفل بداخلك كلما أردت، اخلع عباءة المسؤوليات وحلّق بعيدًا عن عالمك، العب مع أطفالك، أركض معهم، أطلق النكات، جرّب معهم ألعابهم ومارس معهم الرياضات.

هل جربت أن تلعب معهم وتسمع ضحكاتهم؟ صدقني رغمًا عنك ستضحك بكل عفوية وبراءة، فأنت حين تفعل ذلك.. لو تكابدت الوحوش حولك لما قتلوا السعادة في جوفك، إنه شعار الأقوياء، واجه مسؤولياتك وأرخها بين الحين والآخر، انشر السعادة لتسعد.

الحياة أمواج متلاطمة فمن ركب السفينة نجا ومن تخلف عنها غرق، نحن كذلك تضعفنا الأمواج فلنركب السفينة لنبحر بسلام، عالم الطفولة الساحر مكان رائع لاستراحتك أيها المحارب، جرّب معهم ما لم تجربه من قبل، سيتحرك إحساسك معهم، فنحن حينما نرى الأجداد يركضون على الشاطئ مع أحفادهم نبتسم ونفرح لهذا المنظر الجميل، لماذا لا نجرب ذلك ونعيش أدوارهم لنستشعر ذلك الإحساس الرائع؟!

وهل يجب علينا أن ننتظر إلى أن نصبح أجدادًا لنطلق الطفل الذي بداخلنا ونسعد به أحفادنا؟! أليس أولادنا أحق بذلك قبلهم؟!

كنوز القناعة تدركها فقط إرادة، استلهم منهم ما فقدته من سنوات العمر، ارجع للوراء للتقدم إلى الأمام بنفس راضية قانعة وبإرادة قوية، أنت تستطيع.. أنت قوي.. أنت تريد.. كن طفلاً حينما تريد قبل أن يمضي بك الزمن.. لا تهتم بمن حولك فالكثير يتمنى أن يعيش هذا الدور، وكن أنت المبادر والسبّاق له.

دمتم بسعادة وبطفولة داخلية رائعة.