آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 8:23 م

المرأةُ والطفل الصغير يحسبان المرءَ كلّ شيءٍ قدير!

في اللحظة التي يقرر فيها الطفلُ أنه يرغب في حاجة، ولا يستطيع الأب أن يوفرها، ليس للأب إلا أن يتألم عندما لا يجد في جيبه ما يستطيع أن يصرف منه، يمر بالسوق والدكاكين ولا يجد في محفظته ما يفي بمتطلبات الأسرة، وهي كثيرة في هذه الآونة. في نظر الأب الغنى أن تملك المأكلَ والمسكن والملبس ومبالغ رياض الأطفال! وفي نظر الطفل الصغير أن توفر له اللعبة والحلوى التي يراها في أيدي أو بيوت الأصدقاء.

من نعم الله على رب الأسرة - وهي كثيرة - أن يستطيع الإنفاق على أسرته، وأن يوفر لهم ما يحتاجونه من مستلزماتِ الحياة في كلّ فصلٍ من فصول أعمارهم. الطفل أو الأطفال لا يستطيعون أن يفهموا لماذا أصدقائهم - الأغنياء - يحصلون على ما يريدون! هم فقط يعتقدون أن أباهم يملك كلّ شيء، ويستطيع أن يشتري كلّ شيء وعليه أن يقول لهم: شبيك لبيك! وعندما لا يفعل ليس لأنه غير قادر بل لأنه لا يريد!

مطالب الأطفال تغيرت مع السنوات. قديمًا كانت المتطلبات أساسيّة وضروريّة، وفي أقل صورها وحدودها الدنيا. أما في هذه الآونة رغبات الأطفال لا تنتهي في الأكلِ والشرب من خارج المنزل واللعب الباهظة الثمن والهواتف والملابس الأنيقة. كل ذلك لا يدرك الأطفال كم ثمنه أو إن كان الأب يملك قيمته.

لعل الشبّان والشابّات عندما يكبرون ويكون لهم أبناء أنفسهم يدركون المرارة التي يعيشها الآباءُ عندما لا يكونون قادرين على شراء كلّ شيء أو الاستجابة لكلّ رغبة. وكم هو - الأب - ضنين أن لا يرى صبيته يعتقدون أنهم أقلّ شأنًا من غيرهم، وكم يجهد نفسه لكي يجعلهم لا يشعرون بالنقص!

يقال أيضًا: أن الزوجة تحسب زوجها على كلّ شيءٍ قدير! من في الرجال لا يرغب في توفير حياةٍ مخمليّة ناعمة من أثوابٍ وأكلٍ وشرب ومسكن وفسحة لزوجته؟ كل زوج يرغب في ذلك! عن أبي الحسن قال: ينبغي للرجل أن يوسعَ على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى? حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا قال: الأسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمةِ أن يزيدَ أسرائَه في السعةِ عليهم.

الرسالة هي: اعذروا الآباءَ والأزواج عندما يكونون غير قادرين على كلّ شيء وأنتم - الآباء والأزواج - إذا استَرحتم في نعمةِ الله أَريحو من هم تحت أيديكم! فإذا اجتمع بخلُ الزوجِ وشحّه مع قلة قناعة الزوجة فذلك خليط أقوى من البارود في تفجير العلاقة الزوجيّة وهدمِها من أساسها!

التفاتة: ألا تجدون أنه محزنٌ جدًّا أن يفرح العيال في موت والدهم الغنيّ البخيل؟ يركب البخيل البحار ويرتقي الجبال يجمع المالَ ويحفظه، ثم إذا ماتَ قال عياله: الحمد لله الذي أغنانا بموته!

مستشار أعلى هندسة بترول