يمم مشاعرك شطر الحب...!
من أصعب العلاقات علاقة الإنسان مع نفسه ومشاعره، فوسط كل هذا التغير السريع، كيف لنا أن نواكب كل ما حولنا من الداخل، ونذيب جليد الروتين والجمود في كل مرحلة تشكلت في حياتنا قبل أن يأتي الصباح بصفرته والليل بحزنه، فنحن مجموعة من المشاعر المتشابكة وكفرح لحظات معلقة ما بين صوت العمر وروح الدقائق، فلا زالت أرواحنا تحمل كما هائلا من التماسك والبعثرة في آن واحد، أتأمل الإنسان داخلنا الذي يعيش لحظاته دون ألم وندم وضياع، وبلا مفاجأة تنمو مع كل خطوة يخطوها نحو الأمل، لذلك لابد أن نقنع أنفسنا من الداخل ونكرر على أنفسنا أننا نحبها، وكلما كان الإنسان يحب نفسه ويحفزها كلما انساق وراء مشاعر جميلة أخّاذة منثورة في الروح كحبات اللؤلؤ ولا يستشعر هذه المشاعر إلا من تعود قلبه على استشعار كل ما حوله، فللحب وجوه كثيرة يمكننا أن نيمم شطرها في أي وقت، فلا يجب أن نستسهل هذه المشاعر أو نقلل من شأنها أو نتعامل معها كشيء هلامي لا يمكن رؤيته أو القبض عليه فنحن لا نستطيع أن نعيش بلا ضوء الشمس وفي نفس الوقت لا نستطيع القبض عليه وكذلك الحب نتنفسه نعيشه ونُحّس به، لذلك أحبوا أنفسكم حفزوها وشجعوها فهي تستحق.
ثمة أمور ترتبط بمشاعر اللحظة، فتتنوع توليفة المشاعر لتشكل باقة مختلفة من اللحظات المدهشة وغير المستوعبة، وهذه المشاعر تعيد لي قصة عبارة جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في ألمانيا النازية عندما قال: ”اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس“. تنتشي هذه العبارة من أعماق اللاوعي، لتصيغ قصة مختلفة متماشية مع عادتي العنيدة في سرد الحكايات ممتطية لغة تماس مع ذاتي التي تتوعدني دائما بألف كلمة من القوة لتحفز روحي وتدفعها خارج حدود البشر، ولكن قد تتغلب طبيعتنا البشرية فينا علينا، فنعيش لحظاتنا الحزينة بكل وفاء، ولحظاتنا الفرحة كالأطفال، وبالنسبة لي فأنا إنسانة أعيش داخل فيض من الإحساس ممتلئة بتفاصيل الوجوه والأصوات والأماكن، ولا أسمح لأي كائن بأن يعكر صفو روحي، لذلك يجب أن نعطي مساحة أكبر لمشاعرنا لتتنفس وسط كل ما يكسر صفوها ويعجل بانتهائها.