آخر تحديث: 19 / 12 / 2025م - 10:41 م

استشاري: المخدرات والسمنة أعداء لـ ”التستيرون“.. والمنشطات ”غير آمنة“

الدكتور عبد الله الفاخري
الدكتور عبد الله الفاخري
جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

قال استشاري المسالك البولية والذكورة ورئيس قسم المسالك بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبد الله الفاخري: إن هرمون الذكورة، أو ما يعرف ب ”التستيرون“، هو عامل مهم للصحة العامة والصحة الجنسية.

وأوضح، عبر برنامج ”يا هلا“، أن التستيرون هو المسؤول عن الكثير من العمليات الحيوية لدى الرجال، وأنه يمكن لهرمونات الذكورة أن تبدأ بالانخفاض مع التقدم في العمر.

وبين أنه يلعب دورًا كبيرًا في جسم الإنسان، وأن تأثيره يبدأ من الرأس حتى الأقدام، إضافةً إلى تأثر النوم وتقلب المزاج، ودوره الأهم في الإنجاب، والرغبة الجنسية.

وتابع: يتم اكتشاف النقص من خلال بعض الأعراض، مثل انخفاض النشاط والرغبة في الحركة، وعمل الأمور الطبيعية اليومية، حيث نلحظ الكسل والخمول بشكل ملحوظ عادة، ومن أعراضه أيضا قلة الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، وكذلك قلة نوم وتقلبات غير معتادة.

وأشار إلى هناك نوعين من نقص الهرمون، نقص فيسولوجي طبيعي يحدث لكل البشر مع التقدم في العمر بعد تجاوز سن 45 سنة يحدث بشكل تدريجي وطبيعي.

وبين أن النوع الآخر فهو غير طبيعي تتغير معه الوظائف الحيوية ويحتاج إلى علاج وهو الذي يرافقه الخمول والكسل فهذا يعتبر نزول لمستوى التسترون غير طبيعي، ويتم اكتشاف ذلك بعد وجود الأعراض وزيارة الطبيب وإجراء الفحوصات.

وأكمل: يجد الطبيب أن هرمون الذكورة أقل من المعدل الطبيعي فمثلا يكون للأعمار المتوسطة بين 30-40 سنة هو 10,5 نانومول لكل لتر، وبالتأكيد فإن الوحدات تتغير في قياس الهرمون من شخص لآخر بحسب حجم الكتلة العضلية وحجم الشخص وعمره.

وعن علاقة حجم الشخص بهرمون التستيرون، ذكر الفاخري أنه كلما زادت الكتلة العضلية زاد وارتفع هرمون الذكورة، أما إذا كانت هذه الزيادة العضلية باستخدام الهرمونات المحفزة للنمو ولزيادة الكتلة العضلية، كالتي يستخدمها لاعبو ”كمال الأجسام“ فإنها زيادة غير محمودة وقد تتسبب في توقف الخصية بشكل كامل في كثير من الحالات.

وقال الفاخري: إن التجارب تعتمد على موقف شخصي، وإن الكثير من الأشخاص لديهم تركيبة جينية معينة، أو أمراض معينة يتناسب معها العلاج، والعكس.

وأشار إلى أن هناك دراسة علمية بحثت في هذا الموضوع، ووجدت أن تأثير القصص الشخصية هو الأعلى فاعلية وتأثيرا لأخذ الناس للعلاجات من نصائح الأطباء، وأن الكثير من الدعايات تعتمد على التجارب في الترويج لمنتجاتها.

وبين أن دراسة أخرى وجدت فاعلية القصص والتجارب تظهر بشكل أكبر إذا استصعب الذهاب للطبيب أو كانت المشكلة مخجلة ويخشى مناقشتها مع أحد.

وحذر من المؤثرات، كالدخان والمخدرات والإدمان والسمنة، وأنها كلها مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على هرمون التستيرون، وأن كثير من الأفعال من زيادة الوزن وارتفاع السكري كلها تقلل من هرمون الذكورة.

وأضاف أن دراسة لفتت إلى انخفاض هرمون الذكورة بنسبة 50% منذ العام 1970 وحتى العام 2011 بسبب تغير النظام الحياتي المرتبط بالغذاء والحركة والملوثات، كاستخدام بعض أنواع البلاستيك المستخدم في الصناعة وغيرها.

وعن منشط ”تونجات علي“، قال الفاخري: هي هو منشط وجد أصداء كبيرة في الفترة الأخيرة، وهو عبارة عن عشبة تجلب من بعض دول آسيا كمينمار وماليزيا وإندونيسيا، واستخدمت لفترة طويلة في هذه الدول كعلاج شعبي للملاريا، واستخدمت لاحقا كمنشط جنسي.

واستطرد: أجريت دراسات حول العشبة وأكثرها كانت عن منفعة ”التونكات علي“ ووجدت أنها ترفع من هرمون الذكورة، وهو ما يرفع من معدلات النشاط البدني بشكل عام، وبعض الناس يستخدمها للتمارين وزيادة الكتلة العضلية إلا أن بعض الدراسات تظهر أنها تعمل على رفع هرمون الذكورة لمدة 3-9 شهور فقط.

وأكمل: هناك دراسة بحثت فيها هيئة الغذاء والدواء الأوربية عملت على الحيوانات وجدت أن تأثير العشبة يصل إلى الجينات ويعمل كسر فيها، كما يصل إلى حمض DNA ويتسبب بضرر به.

وأكد أن الحالات البسيطة وغير المريضة يمكنها تناول العديد من الأطعمة ترفع من هرمون الذكورة، مثل الثوم، وبعض موانع الأكسدة، كالكيوي وبعض الفواكه والبيض والمأكولات البحرية، وكذلك بعض تمارين المقاومة والسحب مثل رفع الأثقال لزيادة الكتلة العضلية.

وأشار إلى أن الحالات المرضية عادة تحتاج لتدخل علاجي، والعلاجات تكون آمنة في هذه الحالة ولكن يجب المتابعة في استخدام العلاج حتى يصل إلى المعدل الطبيعي ولا يتجاوزه.

وكشف الفاخري أن هرمون التسترون الذكوري موجود لدى النساء ولكن أقل بكثير مما لدى الرجال، وهو توازن طبيعي بين الهرمونات جميعًا، وأن تأثير ارتفاع هرمون التسترون لدى النساء أكثر ضررًا عليهن من الرجال.

وبين أن القلق والإزعاج والعصبية تسهم في تقليل هرمون الذكورة وأن القلق هو أحد أهم العوامل والتي ننصح المراجعين بمحاولة التخفيف من حدتها.

ولفت الفاخري إلى انخفاض معدلات الإنجاب في السعودية من خلال معايشته اليومية للمراجعين، وأن الدراسات العالمية بينت أن 3 من كل 10 عوائل لديها عدم القدرة على الإنجاب.

وأضاف: السعودية لا تقل عن 30% من العوائل من خلال دراسات، وإن كانت ضعيفة وفي مستوى محدود، ولكن معدل الإنجاب انخفض من 7,1 إلى 2,1 لكل عائلة، وهي نسبة قليلة.

وتابع: مع الوقت قد نبدأ بالتناقص كشعب إذا ما بقينا على هذه المعدلات المنخفضة، لذلك نلاحظ أن هناك نقصًا كبيرًا في معدلات الإنجاب، وتأخرًا كبيرًا في حالات الإنجاب.

وحذر فيها من استخدام التجارب الشخصية للآخرين، وعدم وضعها كمقياس للعلاج فما يناسب غيرك قد لا يناسبك.