آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

احترم جماعتي كي أحترم جماعتك

كاظم الشبيب

إذا احترمت جماعتي سوف أحبك وأحب كل جماعتك، أما إذا ازدريت جماعتي فسوف أكرهك وربما أعادي جماعتك. هذا هو لسان حال كل شخص متعصب عندما ينتمي لجماعة ما لها هوية كبيرة كالطائفة الدينية، القبيلة والعشيرة، القومية والعرقية، بل حتى عندما يتعصب لانتمائه الرياضي. المعيار هنا هو مقدار قربك أو بعدك عن جماعتي. فترتفع محبتك عندي أو تنخفض بحجم احترامك لجماعتي. وتتضخم كراهيتك عندي أو تقل بمقدار ازدرائك لجماعتي. هذا الحال لا يحول بينه وبين تجنب وقوعه وجود هوية وطنية شاملة تجمع الهويات والجماعات المختلفة تحت مظلتها. لأن العصبية للجماعة تتغلب على المنطق الطبيعي. 

وقد انتهت تجربة علمية مدعومة من الصندوق الإعلامي لتحالف الحضارات إلى أن البشر ينقلبون نحو هويتهم الجماعية - الضيقة - في حال تعرضت هذه الجماعة لصور ازدراء وإهانة هويتهم والعنف. ويرجع سبب هذا الانقلاب، بحسب هذه التجربة، إلى مفهوم ”احترام الذات“، ذلك أن "المجموعة الاجتماعية هي مكان للمعنى والأمان ويذكرنا بمقدار أنفسنا. وقد نرغب في الهجوم على المجموعة التي ازدرت أو آذت مجموعتنا كمحاولة لإعادة شعورنا بفعالية الذات وفعالية المجموعة أو احترام الذات واحترام المجموعة حتى لو لم نكسب أي شيء من اتخاذ إجراء انتقامي أو حتى لو تكبدنا خسائر وآلام منه. * 

الاحترام بكل صوره وأنواعه هو المقدمة الطبيعة للتفاعل الإيجابي بين أهل الهويات المختلفة. وبالتالي هو المقدمة الفعلية للحب والمحبة بين الناس في البلد الواحد. بينما يمسي الازدراء بكل صوره وأنواعه هو المقدمة الطبيعية لصناعة الكراهية بين أهل الهويات المختلفة في المجتمع الواحد. وفي المقطع المرفق استعراض لنتائج تجربة في الازدراء بعنوان ”الازدراء... وآثاره المريعة“ لتعم الفائدة: 

 

*ص 236 كراهيات منفلتة
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا أبو سرير
[ تاروت ]: 15 / 1 / 2023م - 12:56 م
احسنتم، مقال جميل ورائع، دمتم موفقين