علموا بناتكم وأولادكم حبّ فاطمة!
أجمل الحبّ وأقواه ما كان مع الرضاعة من جدة إلى أم ثمّ إلى ابنتها وابنها. حتى إذا جاءت صحائف أعمالهم يوم القيامة كان فيها ”بند“ حب فاطمة . طوبى لأصلابِ رجالٍ نقلت وبطونٍ توارثت محبة الزهراء.
القارئ الكريم والقارئة الكريمة أدعوكم للتفكّر برهةً في الآتي: أنتم الآنَ في عرض البحر أو في وسط الصحراء دون تقنيات حديثة تُرشدكم الطريق، ألا تبحثون عن نجمٍ في السماء يدلكم الطريق؟ أظنّ أن في ليل هذا الزمن يسهل التيه دون نجوم تدل على الطريق ومن هذه النجوم والقدوات فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد ﷺ.
علموا بناتكم حبّ فاطمة ؛ يعني علموهنّ الستر والعفاف والعلم والفصاحة والصدق وحسن التبعل، وباقي الكمالات! فاطمة من أفضل نساء العالمين. قال فيها أبوها الكثير من الأحاديث وخصها بوافر الرعاية والتربية حتى صارت إلى ما صارت إليه من الفضل والكمال. وإذا كانت كلمة العفة مؤنثة فهي لازمة للرجال وأقرب لهم أيضًا: ”عفوا عن نساءِ الناس تعف نساؤكم“.
في هذه الآونة كثر من النساء من يدعي النجومية، ولم يبق إلا نجم فاطمة ومن هو على شاكلتها نجومًا، بمعناها الحقيقي، غير زائفة وجامعة لكل المزايا الحسنة، لا يضل من يسترشد بهم.
عن المرءِ لا تسأل وسل عن قرينهِ
فكلّ قرينٍ بالمقارنِ يقتدي
إذن، فكلّ من قرينه فاطمة - ذكرًا كان أم أنثى - هو ناج من عواصف هذا الزمان! أحبّوها وعلموا أولادكم وبناتكم حبها، وسموا بناتكم فاطمة فإن لكلٍّ من اسمه نصيبًا! وإذا صدقت الدراسات العلميّة فإن الاسم هو عنوان الشخص ودليله وقد يؤثر على مستقبله. فاطمة، اسم جميل، وزهراء اسم جميل فيه نسمة لطيفة.
أحبّوها لأن الله أحبها ولأن النبيّ محمد ﷺ يحبها ويحب أولادها ”من أحبّ فاطمةَ ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار..“. أحبّوها فإنها ”إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار“. رحم الله المقدس الشيخ فرج العمران القطيفي، له حكاية بديعة مع حبّ فاطمة الزهراء - ضمنها في أشعاره:
قالوا: ادّخرتَ لدارِكَ الأخرى
زاداً؟ فقلتُ: ذخرتُ لي ذُخرا
قالوا: فهل يكفيك؟ قلتُ: بلى
واللهِ؛ بلْ يكفي الورى طُرّا
قالوا: فماذا الزادُ؟ قلتُ: لهُمْ
إنّي ادّخرتُ «محبّةَ الزهرَا»
الحمد لله مهما بعد الزمن، تزداد محبة المسلمين - كلهم - لنبيهم محمد ﷺ ولذريته وعلى رأسهم ابنته وصفيته وحبيبته، فاطمة الزهراء الزاهرة المشرقة بنور ربها عليها أفضل السلام وأتم التحية والإكرام.
هنيئا لكم محبتها ومبارك لكم ميلادها. يا أخلائي وأصدقائي الرجال: ”من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، فأوسعَ عليها من نعم الله التي أسبغَ عليه كانت له منعةً وسترًا من النار“.