آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

مركز الإبداع البلدي بالقطيف

أمين محمد الصفار *

أثمن وأنظر باهتمام لإنشاء بلدية القطيف مركزاً خاصا بالإبداع البلدي، وهي التي فازت مؤخرا بجائزة أمين المنطقة الشرقية.

قبل نحو عامين عينت أمانة المنطقة الشرقية الأستاذة مها الوابل مشرفا على مركز الإبداع البلدي بالأمانة، وقبل ذلك بعام تقريبا قامت أمانة مدينة جدة أيضا بنفس الخطوة التي قامت بها أكثر من أمانة في المملكة.

مجتمع محافظة القطيف هو مجتمع حيوي ونشط وهو المعروف بنشاطه الإبداعي الخلاق والمستمر طوال العام تقريبا. ولعله من حسن حظ هذا المركز وإدارته أن يكون في محافظة القطيف حيث البيئة الأكثر دعماً لأهداف مثل هذه المراكز الإبداعية. فلدينا من الطلبة والكفاءات ما تشهد به لهم المراكز المتخصصة التي تحتفي بإنجازاتهم.

إنشاء مركز الإبداع البلدي في بلدية محافظة القطيف جعلني أتذكر وأربط بينه وبين مركز الأمير سلطان الحضاري الذي ما زال تحت الإنشاء، كما جعلني أتذكر أيضا مركز وسط العوامية، وهما من المراكز المتميزة «وربما الوحيدة» في محافظة القطيف. مركز الإبداع البلدي في بلدية القطيف خلق رابط لدي بينه وبين مهرجان القطيف الدولي للأدب، ورابط آخر بينه وبين تسجيل القطيف كمدينة مبدعة تابعة لليونسكو المقرر تسجيلها إنشاء الله خلال هذا العام.

لا يمكن التقليل من هذه الخطوة المهمة، لكن أيضا لا ينبغي حصر المجال الإبداعي بالقرار الإداري فقط، فهناك مساحة واسعة لدعم هذه الخطوة المهمة والتي ربما يكون فصل مقر المركز عن البلدية ليكون مقرا مستقلا شكلا ومضموناً هي أولى الخطوات التي ينظر إليها باعتبارها أهم عناوين الدعم الملموس لهذا المركز.

إن وجود مقر مستقل لمركز الإبداع، يعني فتح المجال لإدارة المركز للعمل بشكل إبداعي مختلف عن النمط التقليدي لأي إدارة أخرى في البلدية، كما يعني أن هناك مساحة أرحب واستعداد أقوى لجذب المبادرات الأهلية الإبداعية. أنها تعني استقطاب للعمل التطوعي والأفكار والمبادرات الإبداعية للانتقال لمنحنى إبداعي أرفع في هذا المجال، ونظرة ثاقبة تسعى لخلق حالة من المنافسة الإيجابية بين نمطين من الإدارة داخل الجهة الواحدة.

لقد أثبتت محافظة القطيف بجميع فئات مجتمعها وأعمارهم وبحكم التجربة على الأرض والحاضر الملموس على القيمة المضافة ماديا ومعنويا التي يمكن أن يتلمسها الجميع من داخل وخارج المحافظة وعلى المستوى الوطني من المواطنين والمقيمين أيضا. وهذا كله يعطي الزخم الكاف لبلدية القطيف للتفاعل مع قرارها بإنشاء المركز الجديد بمستوى يقارب التوقعات أو يفوقها.