نصائح إبليسيّة فجرًا في برد الشتاء!
يحلو النوم ويطيب الفراش، ولأننا في عصر الكهرباء والتسلية والانشغال ننام في وقتٍ متأخر جدًّا، الكثير منا ينام بعد الحادية عشرة ليلًا! وهذا مناسب جدًّا لحديث مع الشيطان في ساعةِ الفجر!
يدق جرس المنبه في الساعةِ الخامسة - قبلها أو بعدها قليلًا - فتمتد إليه أيدينا وتَجري محادثة بيننا والشيطان: باقٍ وقت يا رجل، نم قليلًا، يقول الشيطان! في الوقتِ سعة، خذ غفوةً واسترح، أنت متعب، ثم استيقظ نشطًا، الصلاة وأنت كسلان ونعسان فيها إنّ! طيّب يا شيطان، ثم ماذا؟ إذا نمتَ وفاتَ وقت الصلاة اقضها فإنّ النائمَ معذور، وأنت حتمًا لن تنام! هكذا يمرّ الوقت على أغلبنا ويفوت وقت صلاة الصبح!
فإما أن نهزم الشيطانَ ونغلق عليه كل الأبواب، نرفع رأسنا ونصلي، أو يهزمنا في بضعِ دقائق وننام! عد إلى ضجعتك، الليل طويل، الفراش دافئ، تمدد خمس دقائق - فقط - وقم مرتاحًا، لم العجلة؟ الدنيا ما طارت! هذا حديث الشيطان والله يقول: ﴿إِنَّنِى? أَنَا آللَّهُ لَا? إِلَ?هَ إِلَّا? أَنَا? فَآعْبُدْنِى وَأَقِمِ آلصَّلَو?ةَ لِذِكْرِى?﴾ !
﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ ! في بداية الصباح، تأتي ملائكةُ النهار لتأخذَ مكان ملائكة الليل في مراقبة العباد - سلّم واستلم - لذلك فإن المجموعتين من الملائكة تشاهد هذه الصلاة!
قيل لك - أو لي - إن موعدَ الطائرة أو أنّ السفينة سوف تبحر في الرابعةِ صباحًا! هنا تقوم نشطًا في الساعةِ الثالثة، تحلق ذقنك، وتنظف بدنك، وتتعطر وأنت في نشاطِ حصان! فما بال هذه الصلاة - خمس أو عشر دقائق - كأنها أثقل من جبل؟
﴿الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ ! ”يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها“. قالوا لأحدنا: أنتَ اليوم مسؤول عن فريق عمل في مشروعٍ عملاق، عليه يتوقف مستقبلكم، أنت وفريق العمل. ومن الشروط الوقت، لا تتأخر في الدوام ولا دقيقة واحدة! ماذا يكون شعورنا لو تأخر الموظفونَ بدون عذر، فقط لأنّهم استخفوا بالأوامر واستيقظوا متأخرين؟!
خلاصة الفكرة: من أسباب الرقيّ في الوظيفة الانضباط في الوقت - discipline - إذًا هو من عمل الشيطان عدم الانضباط في وقت الحضور مع الله، صباحًا أو ظهرًا أو مساءً. دقائق معدودة، لا أكثر ولا أقل كل ما يطلب منا لكي نَحصل على ترقية - promotion - وعلاوة في الأجر.
لا نقبل أن يُحسم من أجرنا الشهريّ عشرون ريالًا، ونرضى أن يُحسم من أجرنا عند اللهِ الكثير. من الطبيعيّ أن يجازي اللهُ من يصلي الصلاةَ في وقتها وبتَمامها أكثر من الذي يؤخرها عن وقتها دونَ عذر!
القارئ الكريم والقارئة الكريمة، طوبى لكم إن لم يلاقيكم الشيطان - إبليس - عند صلاة الصبح في ليالي الشتاءِ الباردة!