سِحْرُ الْحَيَاءِ
سِحْرُ الْحَيَاءِ
صَفَتْهُ بِحُبٍّ نَدَاهُ هِيَامُ
وَبَانَتْ وُرُوْدٌ وَزَانَتْ جِنَانُ
وَمَالَتْ بِقَلْبٍ بِمَا لَنْ يَكُوْنَ
مَنَالًا بِمِثْلٍ رَوَتْهُ حَنَانُ
فَمَا لَاحَ مِنْهَا قِوَامٌ حَلَاهَا
ثَرَاهُ جَمَالٌ حَوَتْهُ حِسَانُ
بِهَا مَا سَمَتْهُ بِعَذْبِ حَدِيْثٍ
هَدَتْهُ عَلَىْ مَنْ لَقَاهَا بَيَانُ
فَكَيْفَ يَجُوْدُ الْحَيَاءُ بِسِحْرٍ
كَسَاهَا بِحُسْنٍ وَصَانَ كِيَانُ
وَأَرْخَىْ عَلَيْهَا شُرُوْقُ صَبَاحٍ
دَلَالًا وَحَارَ بِصَوْلٍ عِيَانُ
نَمَتْهُ بِخُلْقٍ عَلَاهَا صَلَاحًا
وَأَبْدَتْ لِمَا بَانَ مِنْهَا سِمَانُ
فَمِنْهَا تَصُوْغُ الْحُرُوْفُ بَيَانًا
وَفِيْهَا يُصَافِيْ الْغَرَامُ فِتَانُ
وَمَا غَابَ عَنْهَا سَمَاحٌ بِطَبْعٍ
حَوَتْهُ تَحَاكَىْ بِوَقْرٍ مِنَانُ
كَأَنَّ كَلَامًا بِوَدْعٍ صَغَتْهُ
يُنَاغِيْ بِعَزْفِ لُحُونٍْ كَمَانُ
وَمَا شَابَهَا مِنْ مَعِيْبٍ لَقَاهَا
بِسَقْطٍ عَلَىْ مَنْ بَدَاهَا شِنَانُ
يَلُوْذُ بِهَا فِيْ خِتَامِ ثَنَاءٍ
وَيَمْضِيْ لَهَا مِنْ شِفَاءٍ طِيَانُ
وَيُسْقِيْ لَهَا مِنْ طَهُوْرٍ نَقَاءٌ
حَمَاهَا بِمَا قَدْ صَفَاهُ لِسَانُ
ثَنَاهَا بِطِيْبِ دَلِيْلٍ تَعَالَىْ
وَدَانَ لَهَا مِنْ جِزَالٍ دِنَانُ
وَمَا بَانَ مِنْهَا عِتَابٌ خَفَتْهُ
لِمَنْ قَدْ عَدَاها بِجَرْحٍ زِنَانُ
عَفَتْهُ عَلَىْ مَنْ بَدَاهَا بِظُلْمٍ
وَكَادَ عَلَيْهَا بِوِسْعٍ زَمَانُ
وَفَاقَتْ عَلَىْ مَنْ سِوَاهَا كَمَالًا
وَجَادَتْ عَلَىْ مَنْ هَوَاهَا فِنَانُ
وَسَارَتْ إِلَىْ مَا لَهَا مِنْ سِمَاتٍ
وَحَامَتْ عَلَيْهَا بِقَصْرٍ خِتَانُ
فَإِنْ مَا هَنَاهَا غَرَامٌ عَفِيْفٌ
صَفَتْهُ بِعُشْقٍ حَمَاهُ صِوَانُ
وَدَانَ لَهَا مِنْ غُصُوْنِ الْهَوَىْ
بَلَابِلُ مِنْهَا تَرِفُّ لِحَانُ
وَتَنْشِدُ فِيْهَا بِحُلْوِ الْكَلَامِ
وَيَعْلُوْ عَلَيْهَا بِوَقْعٍ شِدَانُ
وَدَامَتْ بِصَفْوٍ بِمَنْ قَدْ رَعَاهَا
بِحُبٍّ وَفَازَ بِوَصْلٍ ضَمَانُ