النعامة الكسولة
عاشت نعامة كسولة بصحبة مجموعة من الحيوانات في مرتع جميل يسوده التعاون ويُكلله الاجتهاد.
لكن النعامة إذا طلبت منها الحيوانات أن تحمل شيئًا فوق ظهرها قالت:
أنا طائر ولستُ جملا أو حمارًا، وإذا طلبتْ منها جماعة الطيور أن تطير وتمرح معهم قالت: لايغركم وجود هذين الجناحين فأنا جملٌ ولستُ طائرًا.
عرف الجميعُ النعامة الكسولة، وهجرها من حولها؛ لأنها أحبت حياة الدعة والخمول.
ومرت الأيام والسنوات ورأت النعامة نفسها صفر اليدين لابيت لها ولا مأوى ورحلت عن العالم وهي حزينة ولم تُدفن في مقابر الطيور لأنها كانت تزعم بأنها حيوان ولم تُدفن في مقابر الحيوانات لأنها في حقيقة أمرها طائر.
وهكذا يقدّم الإنسانُ الكسول أنظمةً خاصة به تضمن له البقاء بمنطقة راحته، وتبرر تقاعسه عن أداء واجبه فلايحصد سوى الخسارة والنّدم.
وعلى طرفي النقيض منه لايزال الإنسان النشيط يفكّ طلاسم أُحجيات الحياة بنشاطه وهمّته التي لاتفتر، حتى وإن أهدى له أحدهم مفاتيح السعادة دون تعب وعناء فلا تراه إلا مجاهدا ومكافحا يعمل بإصرار ولا ينفك مُجرّبا كلّ الطرق للوصول لأهدافه لأنه يمتلك منظارًا جميلًا للحياة وتربطه علاقة حسن الظن بالله تعالى.
وإذا كان العمل سرّ الحياة فإنّ الأمل هو الينبوع للنشاط الإنساني وتختلف نظرة الإنسان للمواقف بحسب نظرته المفعمة بالأمل؛
فهناك من يقول: كم من شجرة لاتثمر إلا الثمر الحامض.
وآخر يقول: جميعُ الأشجار تثمر شيء ما، فالشجرة سخيّة معطاءة.
تراودهم كلمات الأمل، يثقون بعطاء الله ولايقنطون من رحمته تعالى ويطمعون في المزيد من خيرات الله في أرضه.
نأمل من أنفسنا ونحن على أعتاب هذه السنة أن يمدنا الله بالطاقة الكبرى الممتلئة أملا وعملا وحبّا لجميع الناس وإيمانًا بقدرتنا المستمدّة من قدرة الله تعالى.
وما كان اكتشاف كولمبس لأميركا إلا طمعًا في الوصول لخيرات الهند وكنوزها.