آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

صِدْقُ رَوَاقٍ‎‎

ناجي وهب الفرج *

صِدْقُ رَوَاقٍ‎‎

وَلَاحَتْ قِبَابُ مَقَامِ حُسَيْنٍ
وَهَامَتْ عُيُوْنٌ وَصَبَّتْ غَزِيْرَا 

وَعِفْتُ الْعِيَالَ وَجَالَتْ بِنَفْسِيْ  
جُمُوْعُ مَعَانٍ وَفَاضَتْ هَدِيْرَا 

فَمَا خَابَ مَنْ جَاءَ فِيْهَا بِقَصْدٍ 
وَصَاغَ الْمَعَالِيْ وَحَازَ ذَخِيْرَا 

طَلَبْتُ الشِّفَاءَ بِوَجْدٍ كَسِيْرٍ
وَنِلْتُ بِمَا كَانَ مِنْهُ يَسِيْرَا 

وَهَبَّتْ عَلَيْنا رِيَاحُ النَّسِيْمِ 
وَعَانَقْتُ فِيْهَا مَنَارًا كَبِيْرَا 

وَبَانَ عَلَىْ كَرْبَلَا مِنْ بَهَاءٍ 
وَطَالَتْ بِبَدْرٍ لَقَتْهُ مُنِيْرَا 

فَيَا عَاشِقًا زِدْ شَرَابًا بِقُرْبٍ 
وَعِمْ مِنْ فُيُوْضٍ سَرَاهُ عَبِيْرَا 

وَلَا تَتَوَانَ بِقُصْرِ زَمَانٍ 
لَقَاهُ بِوَقْعٍ وَخَاضَ غَزِيْرَا 

فَيَا وَاقِفًا مِنْ حُسَيْنٍ بَعِيْدًا  
تَقَارَبْ بِلَهْفٍ عَلَاهُ زَفِيْرَا 

كَأَنَّ عِظَامًا وَرَاءَ الضَّرِيْحِ 
بِطَحْنٍ بِصُفْنٍ أَرَاهَا كَسِيْرَا 

فَكَيْفَ الْمَكَانُ يَضِيْقُ بِوِسْعٍ 
وَكَيْفَ الزَّمَانُ يَصِيْرُ قَصِيْرَا 

بِهَا مَا يَدُوْم الْكَمَالُ بِجَعْلٍ 
وَيَبْقَىْ عَلَىْ مَنْ هَوَاهَا نَفِيْرَا 

وَبَانَ بِمَا كَانَ مِنْهَا حُشُوْدًا 
تَلَاقَتْ بِجَمْعٍ وَفَاهَا كَثِيْرَا 

وَحَامَتْ عَلَيْهِ هُمُوْمُ السِّنِيْنِ
وَبَانَ عَلَىْ مَا جَنَاهُ نَذِيْرَا 

سَيَمْضِيْ بِهَا مَا خَطَاهُ عَلِيٌّ 
بِعَزْمِ رُسُوْخٍ وَيَعْلُوْ زَئِيْرَا 

وَيَمْضِيْ بِعُمْقِ الْوِلَاءِ سَبِيْلٌ 
وَيَغْدُوْ عَلَيْهِ ويَجُوْلَ قَدِيْرَا 

ودَامَ الْبَقَاءُ عَلَاهُ  كَمَالًا 
سَقَاهَا ثَبَاتًا جَنَاهُ وَفِيْرَا 

وَمَا مَالَ مِنْهَا عُزُوْمٌ ثَنَاهَا 
جَفَاءٌ بِوَخْزٍ  عَنَاهَا حَسِيْرَا 

سَيَبْقَىْ بِهَا مَا صَفَاهَا بِدَفْقٍ 
حَبَاهَا بِسَاقٍ رَوَاهَا غَدِيْرَا 

فَإِنْ مَا قَضَاهَا بِصُدْقِ رَوَاقٍ 
فَقَدْ فَاضَ مِنْهَا وَهَامَ صَفِيْرَا 

وَصَاغَىْ عُقُوْلًا تَعَالَتْ صُعُوْدًا
هَدَتْهُمْ عَلَىْ مَا تَنَامَىْ ظَهِيْرَا 

وزدْ فِيْ حُسَيْنٍ بما قَدْ حَوَاهُ 
حَدِيْثٌ بَقَاهُ وَصَارَ سَفِيْرَا 

فَيَا لَهْفَتِيْ مِنْ صِرَامٍ تَدَاعَىْ 
لَهُمْ مِنْ حِطَامٍ وَبَاتَ شَهِيْرَا 

وَبَاتَتْ بَنَاتُ الرَّسُوْلُ مَطَايَا 
تَرُوْحُ سَبَايَا تُقَادُ خَفِيْرَا
 
فَلَا مَالَ قَلْبٌ إِلَىْ مَا سِوَاهُ 
وَمَا خَابَ مَنْ كَانَ فِيْهَا نَظِيْرَا 

وَرَاحَ الْقُوْمُ عَلَىْ مَا عَنَاهُمْ  
يَنَالُوْنَ مِنْهُمْ وَجَاءُوْا غَفِيْرَا  

وَبَاتَ عَلَىْ مَا عَدَاهُ فَرِيْدَا 
لِمَنْ كَانَ فِيْهَا لِطَهَ نَصِيْرَا 

وَهَامَتْ لَنَا مَا خَفَتْهُ السُّنُوْنُ 
بِمَا قَدْ حَوَتْهُ وَبَاتَ هَجِيْرَا 

فَمَنْ غَابَ عَنْهُ ضِيَاءُ حُسَيْنٍ 
فَقَدْ بَاءَ بِخُسْرٍ وَصَارَ فَقِيْرَا 

وَحَلَّ عَلَىْ مَنْ جَفَاهُ بِنَارٍ 
فآلَ إِلَىْ مَا لَقَاهُ صَهِيْرَا 

نائب رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية