آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 4:47 م

زيارة رئيس الصين للرياض ليست ككل الزيارات

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

تستضيف السعودية هذه الأيام رئيس الصين. هذه الزيارة ليست أمراً عابراً؛ ففضلاً عن ثقل الصين حضارياً واقتصادياً، هناك احترام متبادل واعتداد واضح الند للند، واهتمام متبادل بين قيادتي البلدين - السعودية والصين - لتوثيق عرى التعاون ويعزز من الاتساق الاستراتيجي، إذ تهدف الزيارة لتعزيز العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهذا هو المهم، حيث تجمع زيارة رئيس الصين إلى المملكة اقتصادَين واعدَين من مجموعة العشرين؛ اقتصاد آسيا الأكبر وثاني اقتصاد في العالم، واقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكبر. ورغم الوزن الاقتصادي للزيارة‘ إلا أن هذه الزيارة ليست ككل الزيارات من حيث التوقيت والأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، ومن حيث نطاقها الخليجي والعربي. وعلى المستوى الثنائي سيوقع على هامش القمة السعودية الصينية ما يزيد عن 20 اتفاقية أولية بنحو 110مليار ريال، بالإضافة إلى: توقيع وثيقة الشراكة الإستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة للمواءمة بين رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق، وإطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.

وبالتأكيد أن السعودية قد دأبت على الحفاظ على أفضل العلاقات الإيجابية المثمرة مع معظم دول العالم، وبالتأكيد مع الاقتصادات الرئيسة في العالم، بما في ذلك علاقتها التاريخية مع الولايات المتحدة ومع الصين استثمارياً وتجارياً وفي أبعاد عديدة أخرى، تجارياً واستثمارياً. ومع الصين، فتتجاوز التجارة بين البلدين 90 مليار دولار، وكما سبقت الإشارة فمحاور الزيارة لا تقتصر على التجارة؛ فأثناء الزيارة سيلتقي رئيس الصين قادة دول خليجية وعربية، وكبار رجال الأعمال، ومتوقع أن تفضي الزيارة لاتفاق استراتيجي لدعم مبادرات ترليونية لكلٍ منهما: رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. ولابد من التنويه هنا أن مبادرة الصين“الحزام والطريق”عالمية بكل المقاييس، فقد قَضّت مضاجع الاقتصادات الرئيسة السبع لدرجة أن قمة السبع في كورنوال العام الماضي تبنت - لمواجهة جهود الصين -“خطةَ استثمار عالمية للبنية التحتية”قوامها 600 مليار دولار زائداً 200 مليار تعهد بها الرئيس بايدن. وهكذا، فالزيارة والاتفاقيات والقمم التي ستعقد أثنائها تبشر بتعاون أوثق يعزز الموارد لتحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030، ويساهم في تعزيز تموضع المملكة في اقليمياً وعالمياً.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى