آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 3:21 م

المواءمة بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الصين الحزام والطريق

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الاقتصادية

اختتمت زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة، لكن لها ما بعدها. وقد حفلت الزيارة بانعقاد ثلاثة قمم؛ سعودية وخليجية وعربية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين السعودية والصين قُدرت قيمتها بحوالي 30 مليار ريال. أما الأكثر بروزاً والأبعد أثراً فهي الاتفاقية لشراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، وقعها خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني، والتي تنضوي تحتها خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق.

ويتضح إجمالاً من نهج الصين خارجياً، أنه يميل إلى العملية لتحقيق نتائج ملموسة، وهذا النهج أشار له الرئيس الصيني في كلمته أثناء الزيارة عندما أكد على“الشراكة الطبيعية”والنتائج الناجحة”. وعند مراجعة توجه الصين للاستثمار خارج حدودها نجده يأخذ نسق استراتيجي بعيد المدى، يتسق مع الفلسفة كونفوشيوس الهادئة. وفي الجانب العملي، فاستثمارات الصين في العالم تتجاوز 1,4 تريليون دولار، منها نحو 110 مليار مستثمرة في المملكة وبقية دول مجلس التعاون. الخليج العربية.

أما مبادرة الصين“الحزام والطريق”فعالمية بكل المقاييس، حيث أنها نشطة في 144 بلداً. استثمرت فيها الصين ما يربو على تريليون دولار، منها نحو 60 ملياراً العام 2021، وهي الأقل منذ إطلاق المبادرة حيث شهد الاستثمار تراجعاً إثر جائحة كوفيد، حيث كانت وتيرة الاستثمار أعلى قبل الجائحة «125مليار العام 2015». وتحث الصين الخطى لزيادة استثماراتها في المنطقة العربية، فهي المستثمر الأكبر في المنطقة باستثمارات قوامها 214 مليار دولار «خلال الفترة 2005-2021»، حوالي خُمسها «21 بالمائة» في المملكة. كما أن المتلقي الأول للاستثمارات الصينية في العام 2021 كان العراق.

وكما سبقت الإشارة فمبادرة الحزام والطريق عالمية، وهي بذلك تقض مضاجع الاقتصادات الرئيسة السبع، وليس أدل على ذلك من أن قمة السبع تبنت في العام 2021 - بقصد مواجهة جهود الصين -“خطة استثمار عالمية للبنية التحتية”. قوام الخطة 600 مليار دولار، مخصصةً للدول منخفضة ومتوسطة الدخل. وفي متابعة حثيثة لتحقيق الخطة، حددت في قمتها هذا الصيف «2022»، العام 2027 لإكمال ترتيبات التمويل.

أما المواءمة ما بين مبادرة الحزام والطريق ففي المتناول أخذاً في الاعتبار أن رؤية 2030، التي أطلقت في 26 أبريل 2016، تقوم على ثلاثة مرتكزات: عمق السعودية العربي والإسلامي، وقوتها الاستثمارية ضخمة، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. وتتحقق الرؤية من خلال ما يربو على 100 هدف، تسعى - ضمن طموحات أخرى - لتعزيز تموضع السعودية كمحور اقتصادي عالمي. إذاً فالعالمية هي الرابط بين المبادرة الصينية والرؤية السعودية.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى