آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

بَوحٌ هَادِر

الدكتور أحمد فتح الله *

بَوحٌ هَادِر

أبحرتُ في عينيكِ مرتحلًا **
وقارِبي مِن نبضِ أشعاري

لُذْتُ بها عنكِ وَلي عتبٌ **
عليكِ يستميل أقداري

يا أعذبَ "الحاءاتِ" أنطُقها **
بِلذّةٍ كشهدِ أزهارِ

وحين تنسابُ على وَرَقٍ **
طيفُك يزهو بينَ أسطارِ

ما كان إبحاري على عجلٍ **
بَل طفتُ في صبرٍ وإنكارِ

إذ كنتِ في طُغيانِ غازِيَةٍ **
تسودُ مِن وراءِ أستارِ

بسَطْوِ عينٍ سحرُها حَوَرٌ**
وفي البياضِ زيغُ إبصاري

رحلتُ في سوادِ مُقلتها **
حتّى توارت كلّ أقماري

بحثتُ في الأحداق عن سَكَنٍ **
في الأُفق ضوءٌ غرّ إبحاري

قد طال تجديفي بِلا كَلَلٍ **
مدٌ وجزرٌ عاق تيّاري

حَولي هديرُ الصّمتِ يُربكني **
صداهُ يستحثُّ أنظاري

في غفوة للموجِ مُرْعِبَةٌ**
فهيّجت وَسواس أفكاري

وسالتِ الآهاتُ مِن ثَمِلٍ **
تحت انبهارٍ بثّ أسراري

تحرّر اللّسان مِن حَذَرٍ **
لَم تفهَمِي بوحي وإقرارِي

تفوّهَ الدّلال مختبرًا **
صبري وما يُخفيهِ إيثاري

دلالُكِ الجمُوح في خَفَرٍ **
ما غاظني .. بل زاد إصراري

وآسيتُ قلبًا فزّ مندهشًا **
حتّى تهاوتْ كلُّ أعذاري

مِنْكِ الكلامُ لَغوُ منفعلٍ **
طاش بِلا فكرٍ وإنظارِ

ولا تَغُرَّنَّكِ معذرتي**
سِواكِ لا ينالُ إعذاري

حتّى يظلّ الحُلم مُتّقدًا **
يَرعاهُ ذِكرٌ بعد إقبارِ

والحبّ يبقى في سنابلهِ **
تذرُوهُ أرياحٌ بِأخبارِ

هلّا جمعتي ذرّها صِلةً **
هذا المُنى في كلِّ أذكاري

إن كان ليس للغزاةِ هوًى**
في نشْرِ إحياءٍ وإعمارِ

تحقّقُ الآمالِ سيّدتِي **
بعثٌ لأرواحٍ وأعمارِ

إن تعبُري العمر الجديد مَعِي **
نطوي معًا أشجان أسحارِ

منافذُ الآهاتِ نَهدمها **
فلا نهيمُ بَينَ أسوارِ

يعودُ لِي قلبٌ تملَّكهُ **
الهوى وطولُ عزفِ أوتارِ

مِن صِغَرٍ يراكِ جامعةً **
أهلي وأحبابي وسُمّاري

وأوّل الأوطانِ في حضري **
ومنتهى أوطانِ أسفاري

 

تاروت - القطيف