المستحيل الذي نعيشه!
دعوني أحدثكم عن صحراء قاحلة تحولت إلى شوارع معبدة، مدارس وجامعات متطورة، مبان راقية، ناطحات سحاب تخترق عنان السماء ومدن زاخرة بالحياة، وعن أراض يابسة تحولت لمزارع وحدائق غناء تنتج كل ما لذ وطاب من أغذية وتصدره للبلدان المجاورة، وخيام تحولت لمساكن ومنازل آمنة لساكنيها، وأميين تحولوا لعلماء، أطباء، مخترعين ومهندسين وعباقرة. وعن هواة أصبحوا ينافسون العالم في الرياضة والشعر ومختلف أنواع الفنون. دعوني أحدثكم عن مدرسين بارعين وأطباء ماهرين وجنود بواسل. دعوني أحدثكم عن بقعه في الكرة الأرضية لا نظير لها، عن وطن لا مثيل له. وطن يقصده القاصي والداني لزيارة البيت الحرام، قبلة المسلمين ومسجد الرسول الكريم. دعوني أخبركم عن وطن سخر العالم وكل ما فيه من موارد طبيعية وبشرية وتقنيات متطورة وحديثة لخدمة شعبه. وطن يتقدم بخطى ثابتة وقوية للوصول للعالمية حتى أصبح منارة للعلم والصناعة والاقتصاد والتجارة. كم تغيرنا من أول ما بدأنا، وكم تبدلت أحوالنا، لكننا بقينا محافظين على ديننا وأصالتنا وكرمنا وأخلاقنا الإنسانية. في 23 سبتمبر القادم سيكون يوم احتفالنا بما وصلنا إليه وما بقينا عليه! يوم 23 سبتمبر سيكون العيد الوطني السعودي.
العيد الوطني السعودي هو عيد النصر، التكاتف، والتضحيات. هو عيد وحدة الكلمة وتجديد الولاء وحمد الله وشكره على الانتماء لهذا الوطن العظيم.
العيد الوطني السعودي هو تذكير للأجيال الجديدة بالإنجازات كافة التي قام بها من سبقوهم، وغرس ورسخ القيم والمبادئ الإنسانية في نفوسهم، للسير قدما وبثبات لتحقيق ما فيه خير وصلاح هذا الوطن الرائع ومواطنيه. العيد الوطني هو تنصيب لكبار السن ذوي الخبرة كمستشارين للأجيال الجديدة يقدمون لهم النصح والإرشاد وهو تتويج لشباب الوطن ليكونوا سفراء لوطنهم ويقدموا أروع الأمثلة وأفضل الصور عن المواطن السعودي في المحافل المحلية والعالمية كافة.
لتتزين الشوارع بالأخضر ولتصدح البلاد بأجمل الألحان ولترتفع الرايات مؤذنة بالفرح وليعلو علمنا الأخضر خفاقا معلنا انتهاء سنة رائعة وبدء سنة جديدة أكثر روعة، مليئة بالنجاح والتميز والتقدم والرقي والحب والعدل والمساواة والوحدة الوطنية ونبذ الكراهية والعنف على حسب الدين، المذهب أو المعتقد. كل عام وهذه المملكة الغالية بألف خير وحب وفرح واستقرار وأمن وصمود وسلام. كل عام وهذا الوطن الشامخ صمام أمان لشعبه وللعالم. كل عام ووطني بألف خير.