عام جديد سعيد
ستهلُّ علينا بعدَ ساعاتِ سنةٍ جديدةٍ. نحنُ لا نعلمُ ماذا في جعبتِها منْ أحداث وماذا ستقدمُ لنا وماذا ستأخذُ منا؟ هل ستكون أحداثها تكملة لما عشناه في العام المنصرم، أم أننا سنعيش أياما مختلفة؟
هناك من أمضى العام الماضي براحة بال وحقق ما يتمناه، وهناك من امتلأ عامه بالأسى وقضى أيامه في ألم ومعاناة. وهناك من أمضاه دون تغيير يذكر في حياته، ومضى العام عليه كمر سحاب الصيف بلا مطر.
والجميع يأمل بأن الأحسن هو القادم، فبدون الأمل يفقد الإنسان طعم الحياة وتصبح أوقاته لا مذاق لها كمذاق الحلوى في فم من فقد حاسة الذوق.
الإنسان بطبعه يتمسك بالأمل ويتصارع مع ذاته كي لا يتحول الأمل إلى زئبق لا يستطيع أن يقبض عليه بيديه العاريتين.
مهما كانت مرارة الماضي حادة ومؤلمة فأن ذاكرة الإنسان تحاول أن لا تبقي طعم المرارة عالقا فيها، وان تزيل طعمها بالأمل في إن القادم سيمنح صاحبها أياما أهنئ وأبهج وأكثر عذوبة.
حينما نهيئ أنفسنا لاستقبال السنة القادمة، نتذكر كم من حبيب وعزيز لن يشاركنا العيش فيها، وسنهمس لأنفسنا ولربما قلناها بصوت عال " لو أنه معنا لكانت أيام السنة الجديدة ستبدو أجمل وأبها?. إلا إن الأيام لا تتوقف ولن يمنعها رحيل الأحبة من أن تأتي.
تتصارع في نفوسنا الهواجس أمام الماضي الذي لا يريد لنا أن نخرج من أقفاصه ونتحرر من قيوده، وهنا يتدخل الأمل ويضيءاعماقنا كما يضيء البدر ظلمة الليل ويهتف فينا: لا تدع الماضي يقودك ويحاصرك، ولا تفقد إيمانك بأن في المستقبل ستشرع أبواب كانت موصدة وستشع الأنوار في غرف كانت مظلمة ونوافذها مغلقة، وسَيَهْطِلُ مطرا انتظرته الأراضي العطشى، فيروي ضَمْئُها، وتنبت منها براعم أقوى وأزكى.
في هذه الساعات الأخيرة من سنة 2022، ونحن في انتظار رحيلها، وتوديعها النهائي، دعونا نأمل بان لا تكون سنة 2023 سنة عقيمة، بل حبلى بما نطمح بلوغه، وبما نسعى لتحقيقه وأننا بعملنا سنبلغ ذلك. لنأمل بأن يكون العام الجديد حافلا بالنجاح والفرص العديدة للباحثين عن الحق والعدل والسلام والعيش الكريم والساعين لخير ورفاه الإنسان، فبدون هؤلاء يكون الأمل وحيداً بلا معين.
وكل عام وأنتم بخير..