آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

ما بين انفعالات الحب والكراهية

كاظم الشبيب

هناك فرق بين أن نحب ولكننا لا نعبر عن حبنا بالقول الشفهي أو مكاتبة، أو بالفعل الصريح والتلميح. كما هو الفرق بين أن نكره ولكننا لا نعبر عن كراهيتنا بالكلام الواضح أو بالإشارة المباشرة أو بتعبيرات وجوهنا. لأن حبنا وكرهنا هو في الأساس انفعال داخل أنفسنا. لا يجبرنا أحد على إظهاره، ما لم نظهره نحن بإرادتنا. وما بين مرحلة الانفعالات في الحب والكراهية ومرحلة إظهارهما محطة التحكم بالذات وأفعالها عبر قرار الإظهار وتحمل النتائج.

ولصاحب كتاب ”كراهيات منفلتة“ رأي فيه جانب من الصحة، فيقول بأن: الانفعالات، إجمالاً، أفعال لا إرادية، فلا أحد يحب أو يكره بإرادته، كما أن أحداً لا يقرر أنه، الآن، سيحب أو سيكره، ولا أحد، كذلك، يقرر أنه الآن سيكف عن الحب أو الكره، والسبب أن هذه انفعالات لا إرادية، ومن ثم فهي عصية على التحكم ولا تخضع لإرادة المرء وقراراته. إلا أن هذا ليس شأن التعبير عن هذه الانفعالات؛ لأن التعبير فعل إرادي خاضع لقصدية المرء وإرادته وقراره، وهو، في الغالب، فعل يقع تحت تصرف المرء وتحكمه. فنحن من يقرر، وبإرادتنا في غالب الأحيان، أن نبوح بحبنا أو نجاهر بكراهيتنا أو نمتنع عن هذا البوح وهذه المجاهرة. وعلى خلاف الانفعالات اللاإرادية، فإن الأفعال الإرادية قابلة للتحكم والتصرف فيها وفقاً لقصدية المرء وإرادته، كما أنها قابلة للكذب والتزييف والفبركة والتلفيق والتصنع والتكلف. [1] 

قرار إظهار حبنا للغير أو البوح بكراهيتنا للآخرين، هي عملية إخراج لما تستبطنه عقولنا من افكار، وولادة لما تسترضيه أنفسنا من عواطف، واستجداء لما تشكلت منه اخلاقنا من مواقف. فنحن نتاج بيئتنا بكل ما تحمله من قيم قيمة أو من انحرافات شاذة. لذلك نحن لا نشذ عن أي بيئة اجتماعية بشرية، ففينا من الصالحين ومن الطالحين، وفينا من الأخيار ومن الأشرار، وكذلك فينا من المحبين ومن الكارهين. فهل من عبرة في ذلك؟.

في المقطع المرفق إفادة من زاوية مكملة تخدم الموضوع بعنوان ”إدارة الانفعالات“:

 

[1]  ص 151 كراهيات منفلتة