آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 1:40 م

حاجتنا للحب

كاظم الشبيب

الحب يدفع المرء نحو الأمل في الحياة، فتصبح عنده للحياة قيمة سامية وللعيش فيها معنى مما يجعل الإنسان يسير في طريق التقدم. حينها، نعم حينها، يتحول الحب إلى حاجة أساسية لحياة المحبين لا يستغنون عنه، بل تفتقد أيامهم للذة والراحة بفقده أو بارتباكه. أو كما يقول الفيلسوف الدنماركي ”سورن كيركجورد“: إن أعظم الثراء عند الفتاة هو حاجتها لمحبوبها، وكذلك المتعبد يجد الغنى الكبير والحقيقي في احتياجه إلى الله. إسأل كلاً من الفتاة إن كانت تستطيع التقدم من دون المحب، أو المتعبد إن كان يحيى بسعادة أو يتقدم من دون الله!. *

يظن البعض خطاءً بأن هذا القول في الحب مجرد كلام أدبي مبالغ فيه ولا يمس للواقع الحياتي بصلة. فهؤلاء ربما يكونوا معذورين لأسباب كثيرة، منها: إما أنهم لم يتذوقوا لذة الحب الحقيقي، أو أنهم لم يتعرفوا عليه، أو أنهم يعيشوه ولكنهم لم يتجرعوا ألم فقده، أو أنهم يجهلون التفريق بين الحب وما يشتبه الناس في تسميته بالحب، أو أنهم مصدومون بالعالم المادي ولا قيمة للعواطف والقلوب في ثقافتهم، وغير ذلك... 

بيد أن لا اختلاف بين حاجة الفتاة أو الشاب للحب عن حاجة العبد لمحبة وحب الله. الحاجة هي الحاجة. الاحتياج العاطفي للبشر هي حاجة فطرية روحية ونفسية تتطلب العمل على إشباعها. لأن حاجتنا للحب هي كاحتياجنا في التنفس للهواء. فهل يتمكن احدنا العيش بدون تنفس؟. حاجتنا للحب، وعيش الحب، كحاجتنا للطعام من أجل البقاء، وهل يستطيع أحدنا الاستمرار في الحياة دون غذاء؟. حاجتنا للحب، والتخلص من الحب المشبوه، وتجديد الحب، وتنوع الحب، وترميم الحب، هي جميعاً لا تختلف عن حاجتنا للماء في الشرب والاغتسال والتطهر والتجديد والترميم وخلاف ذلك. 

 وفي المقطع المرفق وجهة نظر مناسبة للموضوع بعنوان ”حاجة الإنسان إلى الحب“ للدكتور محمد راتب النابلسي: 

*ص 46 الحب والإيمان عند سورن كيركجورد