آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 8:31 ص

لن يتوقف التكاره!!

كاظم الشبيب

لا يمكن أن يتوقف تكاره البشر تجاه بعضهم ما لم يتسالموا على أنهم عاجزون عن تغيير بعضهم. لن يحب البشر بعضهم ما لم يتسالموا على اختلاف هوياتهم، وإلا سوف تدوم نزاعاتهم ما دامات السماوات والأرض. يتسالموا على تباين حيواتهم وتقاليدهم وثقافاتهم وإلا سيظل الصراع والاقتتال هو الحال السائد، والسلام مجرد حلم مستحيل ومجرد خيال لا يسمن ولا يغني من جوع. فبقاء الهويات المختلفة تحت سقف الوطنية لا يعني إلغاء للهويات، بل ربما يعزز وجودها ويحافظ على عناصرها.

فمدينة كنيويورك، مثلاً، لا تقول للصيني في تشاينا تاون: كن أميركياً، أو، اكتسب الهوية الأميركية، بالمعنى العربي لكلمة ”الهوية“. إنها، على العكس، تحترم فرديته وعقله وخياره احترامها لونه الثقافي الخاص، ولهذا تمنحه حق بناء مدينته ضمن المدينة والتي لا تتحول ”دولة ضمن الدولة“، كما تمنحه حق تسمية شوارعها بلغته وحق كتابة أسماء الشوارع والأمكنة بحروف هذه اللغة. [1] 

أو كما يقول الدكتور علي حرب: عندما بدأنا من الفكرة المسبقة القائلة بأننا شعب واحد ووطن واحد أو هوية واحدة، قد صادرنا على المطلوب، ولم نحصل إلا على مزيد من الحواجز بين الدول والأنظمة والطوائف والأحزاب. فلنغير إذن اتجاه التفكير، فلعلنا لا نصل إلى الوحدة إلا إذا أدركنا بأننا ننتمي إلى عالم ليس واحداً في حقيقته وفي أصله، أو على الأقل في واقعه، بل هو عالم متعدد متنوع منقسم متعارض. وحده التسليم بهذه الحقيقة قد يفتح إمكاناً نحو تحقيق الوحدة التي ليست سوى ممارستنا لاختلافاتنا بطريقة تجعلنا نتقارب ونتعاون ونتكامل. [2]  فهل نعي ذلك؟.

في المقطع المرفق قصيدة رائعة معبرة عن الموضوع بعنوان: قصيدة شوشان نحن مجتمع يخاف الاختلاف:

[1]  ورقة بعنوان الهوية ضد الجنسية للكاتب حازم صاغية ص 142 من كتاب تساؤلات حول الهوية العربية، مجموعة من الكتاب

[2]  ورقة بعنوان فخ الهوية للدكتور علي حرب من كتاب تساؤلات حول الهوية العربية ص 27