آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

هي غريزة ولكن...!!

كاظم الشبيب

لا يمكن نفي وجود غريزة الكراهية، ولكن يمكن التأكيد على قدرة البشر على مواجهتها، ضبطها، تقنينها، توجيهها، إعادة تموضعها. لا يمكن لأحد أن يشكك أو ينكر وجود غريزة الكراهية عند الناس كأفراد وكجماعات، ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر وجود نجاحات تاريخية وحاضرة تؤكد قدرة الافراد والجماعات على انتصار منهج الحب على منهج الكراهية. ونكتفي بذكر نجاح تجربة الشخصية القيادية ”نيلسون مانديلا“ في مواجهة الكراهية والعنصرية في بلاد جنوب أفريقيا في عصرنا الحاضر.

قد ينزلق الناس نحو الكراهية، بشكل عفوي، أو بفعل التحريض الموجه، وربما بفعل استفزازهم، ولكن لا يعني ذلك ليس بمقدورهم العودة إلى إحياء مشاعر الحب في أنفسهم، أيضاً بشكل عفوي، أو بفعل تفعيل المحبة، وربما بفعل التعاطف والإحسان. قد تنزلق بعض المجتمعات في صراعات الكراهية، كرد فعل على من يعتدي عليها أو يستفزها، ولكن لا يعني ذلك ليس بمقدورها إعادة إحياء خلايا المحبة والتعايش بين أهل الهويات المختلفة.

لذلك ذهب أنشتاين إلى القول بأن الحروب ترتكز على رغبة غريزية قوية متجذرة في نفوس البشر، تلك هي غريزة الكراهية والتدمير والعدوانية. وهذه غريزة كامنة ويمكن استثارتها بقوة في أية لحظة وبخاصة في أوقات الاضطرابات الجماعية..... وبالنسبة إلى فرويد فإن الكراهية «وهي المشاعر المتحدرة مباشرة من الغريزة العدوانية» ترتكز على ميول ونوازع غريزية عند الإنسان، وهي ميول ونوازع لا يمكن اقتلاع جذورها، ولا يمكن قمعها بصورة كاملة، ولهذا فلا جدوى من محاولة التخلص منها، ويبدو أن كل ما يستطيع البشر عمله تجاه هذه الميول والنوازع الغريزية هو محاولة تصريفها في قنوات أخرى غير قنوات الحروب والصراعات المدمرة.*

في المقطع المرفق زاوية مكملة للموضوع بعنوان: الحب فطرة والكراهية فن وحرفة، عدنان إبراهيم:

* ص ?? كراهيات منفلتة