هل من مقاييس للحب؟
لكل واحد منا معاييره الخاصة لقياس حب الآخرين أو كرههم له، والعكس كذلك، حيث يضع مقاييسه لحبه وكرهه للأخرين. لا يعني أن هذه المقاييس صحيحة، فهي نتاج تجربة شخصية فقط، ولا تقوم على البحث الأسري وعلم الاجتماع النفسي المطلوبان في وضع هكذا مقاييس. وحيث أن مقاييس الحب والكراهية أشمل من الذات، لأن وسعها يشتمل العلاقات الجماعية بين الناس والجماعات وأهل الهويات المختلفة. لذلك لا يمكن بناء مقاييس الحب والكراهية على التجربة الشخصية فقط. وهنا نستعرض الرأي التالي حول تلك المقاييس من زاوية الحب بين الزوجين.
الحب مشاعر نبيلة تحتاج التصديق عليها، لذلك فلا حب بدون أفعال صادقة من القلب تصدق عليه وتؤكده. فالكلام المعسول وعلى الرغم احتياج المحبين والمتزوجين إليه، إلا أنه لا يمكن قياس نسبة الحب به فقط. فهناك كيفية لقياس نسبة الحب بين الزوجين، منها: الحب بين الزوجين يقاس بالمودة والرحمة بينهما، وبمدى دفء العلاقة الزوجية بينهما، يقاس بفهم كل منهما للآخر دون أن يتكلم، وبانسجامهما معاً، وباهتمامهما ورعايتهما لبعضهما البعض.
ويقاس أيضاً بتقدير كل منهما لوجود الآخر في حياته، وباحترام كل شريك لشريكه، بصيانته لكرامته والحفاظ عليها. ويقاس بالغيرة المحمودة التي تُزيد من لهيب الحب والشوق، فهي دلالة قوية على الحب بينهما. ويقاس بمخزون السماح والغفران الموجود بداخل كل منهما للآخر. فمن يحب حقاً يغفر الزلات ويسامح على الأخطاء ويعطي فرصاً لا حصر لها. ويقاس بمدى التزام كل منهما بتنفيذ وعوده، ويقاس بمدى الخوف على المشاعر وبالإخلاص والوفاء.
ويقاس كذلك بقدرتهما على مواجهة الأزمات، ونجاحهما في محاربة الملل الزوجي وهما يداً واحدة. ويقاس بدعم واحتواء كل منهما للآخر. وأشياء كثيرة يمكن بها قياس نسبة الحب بين الزوجين كلها تقوم على الأفعال.* وفي المقطع المرفق نظرة لنجاح مقياس الحب مع الناس بشرط محبة الله، من زاوية الفكر المسيحي، مع التحفظ، بعنوان: ما هو مقياس الحب الذي يتوقعه الله من البشر؟.
