آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

التنافس يجلب الحب أم الكراهية؟

كاظم الشبيب

من أسوء ما يعانيه الإنسان مراوحته بين الحب والكراهية تجاه منافسيه. لذلك قيل ”عدو المرء من يعمل عمله“. المتشابهون في المهنة، في الحرفة، في الهواية، يحد علاقتهم ببعضهم أمران، الحب لما يجمعهم من تشابه، وتنافس لما يحفزهم للتفوق على بعضهم. وبين الأمرين تدور رحى مشاعر تقود ربما لتعميق المحبة، أو تفضي لصور من الكراهية. وهو وجه من وجوه تداخل المشاعر وصراعها مع الذات ودفعها لاتخاذ مواقف المحبة أو الكراهية.

فمن الطبيعي أن يتنافس البشر في شتى شؤون حياتهم. بين الأفراد داخل الأسرة أو في المجتمع، بين المجموعات المتعايشة في بقعة جغرافية واحدة، بين أصحاب المهن، بين الطلبة في الفصل الدراسي الواحد، بين القبائل والعشائر، بين الاحزاب بكل ألوانها، بين الشركات، بل بين المتنافسين داخل الكتلة الواحدة. كذلك بين الدول، بل بين الاجنحة المتنافسة داخل الدولة الواحدة. ناهيك عن التنافسات الكبرى بين الحضارات والأمم.

هنا يقع التنافس بين هويات مستمرة وقائمة، وهو تنافس من وجه إيجابي يدفع لتقدم ورقي كل البشر، ولكن تكمن المشكلة الحقيقية في اتجاهين: الأول: التنافس السيء كالعمل على إسقاط المتنافسين، أو على سباق التسلح وبناء القوة العسكرية، والثاني: عندما يكون التنافس فاقداً لأخلاقيات وآليات التنافس كالعلم والجدارة والكفاءة، وينطبق ذلك حتى في التنافس في المجالات الإنسانية الأقرب لروح وادبيات الإنسانية، بحيث نجده يقوم على التحدي والعمل على إفشال أو إسقاط المنافسين. عندها، تطرد المنافسة مشاعر الحب وتجلب الكراهية بين المتنافسين في أغلب الأصعدة.

في المقطع المرفق فائدة متممة للموضوع بعنوان ”سلبيات التنافس على المستوى الشخصي في بيئة العمل“: