آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

التنافس بحب أم بكراهية؟

كاظم الشبيب

التنافس بين الناس من الطبائع البشرية سواءً بان في الظاهر أم كان خفياً في النفس. كما أن هناك تنافس بين الأفراد، كذلك هناك تنافس بين المجموعات مثل الأندية، الشركات، القبائل، الطوائف، الأديان، الأعراق، القوميات، وغيرها. ومن العوامل المؤثرة في ميزان سلامة التنافس ونمو المتنافسين مشاعرهم تجاه بعضهم البعض. مشاعر الحب والكراهية بين الأفراد داخل المجموعة الواحدة. ومشاعرهم كمجموعات تجاه المجموعات المغايرة، مشاعر أهل كل هوية تجاه أهل الهويات المختلفة.

 يتفرع من الموضوع مستوى حب وولاء الأفراد داخل الهوية الواحدة لهويتهم، أو ربما كراهيتها، مما ينعكس على الفوز أو الفشل في التنافس الداخلي والخارجي. فكلما زاد دور الفرد في التفاعل والتأثير داخل أهل هويته وتقبلهم له، كلما كان لذلك انعكاس على حجم ولاءه وانتمائه للهوية، وبالتالي يزداد حبه لهويته. أما إذا تم حرمان الفرد من الفعالية والدور داخل أهل هويته كلما تقلص وضعف الولاء والانتماء، حتى يكاد يفقد قوة حبه لهويته. بالتالي يكون لديه استعداد للانتقال إلى هوية لها حيز من المشاعر الايجابية تجاهه وعنده، فكلما اتاحت له الهوية الجديدة دوراً وتفاعلاً أخذت مكان الأولى.

من زاوية أخرى يرتفع منسوب الحب والكراهية للهوية بوجود التماسك أو التفكك داخل أهل الهوية، القوة أو الضعف، مما ينعكس على قوتها أو ضعفها في التنافس بحب أم بكراهية. فمقدار وعي الفرد، قوته، علميته، سلطته، كلها عوامل تساهم في تطور الهوية الجماعية، الأسرية أو القبلية، المذهب أو الدين، الوطن أو المذهب. لذا فإن مجموع تنوع قدرات أفراد الهوية هو مفتاح قوتها ومكانتها ودورها في الهويات الأكبر. أما عندما يكون عامة أهل الهوية من البسطاء في التعليم، المتواضعين في الوعي، ومن الفقراء أو المعدمين، حينها تكون هذه الهوية عرضة لصنوف الاستضعاف من داخلها وخارجها، حينها تكون هذه الهوية عرضة لتشكيل ثقافة الهوية وأهلها من الاوهام والخرافات والاساطير، وتمسي قابلة وسهلة للتلاعب بها واستغلالها، بل من الممكن تحريفها وتبديلها. وللموضوع تتمة يوم السبت القادم.

في المقطع المرفق إفادة للموضوع من زاوية مختلفة: اعتماد المخلوقات الحية على بعضها.