آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

هل نعرف الحب؟

كاظم الشبيب

يشاغبني البعض بقولهم هل أنت مؤمن بما تكتبه عن الحب؟، أو بقولهم أن الحب الذي تتحدث عنه لا واقع حقيقي له!!، أو بقولهم يوجد هذا الحب فقط في النظريات وعالم الخيال!!. بيد أنني أشفق على هؤلاء من عدة أبواب: أولها كون الحب ربما لم تخفق قلوبهم به. ثانيها قد يكون مفهوم الحب لم يتجسد في حياتهم ومحيطهم. ثالثها ربما جهلهم بطبيعة الحب رغم إن مشاعر الحب جزء من فطرتهم. رابعها قد يكونوا مصدومين بتجارب شخصية مليئة بالكراهية. خامسها لعل غياب مفهوم الحب عندهم سببه سيطرة مفهوم الحب الرومانسي والعاطفي على الاعلام والفن والغناء...

الحب قيمة سامية أكبر من أن يستطيع وصفها الواصفون كمشاعر وجدانية وكعواطف إنسانية. الحب مفهوم عظيم أشمل من حصره في علاقة ثنائية بين زوجين أو حبيبين. الحب كدين وعبادة أوسع من تضييقه ضمن دين محدد أو مذهب معين. الحب رسالة روحية وسماوية تنسجم مع فطرة الإنسان الأرضي والترابي، وتتناغم مع طبيعة المجتمعات البشرية. لذا لا مكان للكراهية والنبذ والاقصاء في عالم الحب والمحبين.

يتحدث الفيلسوف ”حضرة عنايت خان“ عن حقيقة الحب بقوله: عندما يقول المرء: ”أنا أحب إنساناً واحداً، لكني أكره إنساناً آخر فهذا يعني أنه لا يعرف بعد المعنى الحقيقي للمحبة. فالمحبة لا قيود لها، وهي إلهية وبلا حدود وعندما يكتشف المرء عنصر المحبة في ذاته، فهو يكتشف في نفسه عنصراً إلهياً أيضاً، عندما يبدأ الينبوع الإلهي بالتدفق من صدره ومن فؤاده، عندئذ تتحول جميع الكينونات ذات الطبيعة الربانية إلى مصدر بشكل تلقائي بالنسبة للحكماء العظام الذين كشفوا عن محبة إلهية تجاه كل كائن حي مهما كان ضئيلاً وتافهاً، حتى ولو كان حشرة، كانوا يتمتعون بالوعي الإلهي من دون تمارين أو مكابدة كبيرة“. وحده الحب علمهم ذلك.... المحبة ذات طابع رباني في الأصل ومن جميع جوانبها. لقد قال الشاعر الفارسي العظيم جلال الدين الرومي: ”سواء كنت تحب الرب أم تحب الإنسان. إذا كنت تمشي في طريق المحبة فلا بد أن الدرب سوف يقودك في نهاية المطاف إلى حضرة الرب - سلطان المحبة“.*

في المقطع القصير المرفق زاوية مثيرة للموضوع بعنوان: ما هو الحب الحقيقي؟

* كيمياء السعادة، حضرة عنايت خان، ص 26 بتصرف