آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

العائدون إلى المدارس: العبقرية هي 1% إلهام و99% جهد!

بعد يومٍ، أو بعض يوم، يعود الطلّابُ إلى مدارسهم! سنوات هي أحلى سنوات العمر، أكثرها أملًا وتطلعًا نحو المستقبل. هذا يريد أن يصبح طبيبًا وتلك تريد أن تكونَ مدرسة ومهندسة، تتنوع وتكثر الرغبات مثل تنوع جمال الشباب وروعته.

أنتَ العائد - ذكرًا أم أنثى - ابنك وابنتك، أيها القارئ الكريم، مشروع تميز تكتمل أركانه، يتبرعم وتظهر ثماره، بقليلٍ من العناية والجهد، والحقيقة الرائعة أن في بيئتنا الكثير من التفوق والنبوغ.

تشتهر مقولة في الثقافة الأمريكية: ”Genius is 1 Percent Inspiration and 99 Percent Perspiration“: ”العبقرية هي إلهام بنسبة 1% و99% جهد“. لم أجد مقولةً أصحّ من هذه المقولة، حيث لا يوجد بين الطلاب والطالبات من هو غبيّ أو بليد، إنما فيهم من هو مجدّ ومن هو مقصر!

بعد سنوات الدراسة، أخبركم أن كلّ الأذكياء الذين عرفتهم، كانوا يعملون بجدّ أيضًا، وهذا هو الذكاء! حين تعمل أكثر من غيرك! فلان صار يملك مليارات ولم يكمل دراسته! علّان أصبحَ أكبرَ تاجر وهو لا يقرأ ولا يكتب! فلانة أصبحت أشهرَ نجمةٍ في سماء الكون دون دراسة! قصص نجاحٍ تعدوها على أصابعكم، وما أدراكم كم تكون ثرواتهم ونجاحهم في مشاريعهم لو أكملوا سنواتِ دراستهم؟! وإذا أردتم إحصاء من فشلوا لأنهم لم يتعلموا، فهاتوا أكبر حاسوب!

فليسامحني القارئ الكريم إن ذكرتُ له أنني كنت شابًّا في فترة طفرة الاستثمارِ والمال والعقار، وعندما كنت أشتري سهمًا أو عشرة في شركة أو مؤسسة، كنت أطمئن على استثماري كلّ يوم، دون كللٍ أو ملل، بينما الاستثمار الحقيقي في الأبناء والبنات! هم الذين علينا أن نطمئنّ على أخلاقهم وتعليمهم كل يوم!

ثمّ لم أجد في أي ثقافة ودين أكثر من دين الإسلام حثًّا على العلم، حيث عدَّ الجهلَ موتًا والعلم حياة! وجعل العلمَ فرضًا على كل مسلم ومسلمة! تقولون: علوم الدين وليس كل العلوم؟ وأين استثنى الدينُ علمًا وقال: علم الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات، لا يصلح للحياة، لا تتعلموه؟!

يذكر التاريخ أن حفيدًا للرسول محمد «صلى اللهُ عليه وآله»، اسمه الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، كان من أوائل من علم الكيمياء، ومن تلاميذه المعروف ”جابر بن حيان“. وكان في مدرسته علم الدين والفلك ومختلف العلوم!

الجهلُ ظلام، الجهلُ فقر، الجهلُ موت! كيف يعطي الموتُ حياةً وكيف يعطي الظلامُ نورًا؟!

من مقولات الإمام عليّ : الجاهل صغير وإن كان شيخًا والعالم كبير وإن كان حدثًا! الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر عودها، وأرض لا يظهر عشبها! أشقى الناس الجاهل! أبغض الخلائق إلى الله تعالى الجاهل؛ لأنه حرمه ما منّ به على خلقه وهو العقل! كلما حسنت نعمةُ الجاهل ازدادَ قبحًا فيها!

مستشار أعلى هندسة بترول